لولا تدخل بعض الفلسطينيين أمس لحماية مستوطِني “اش كودش” الذين كانوا في طريقهم لعملية “تدفيع الثمن” في قصرة، لكان هناك شكّ كبير إذا كان سينتهي الحادث دون تكبد خسائر في الأرواح. وكان من المتوقع أن تعلن عناوين الصحف حالة الطوارئ في جميع أنحاء الضفة الغربية.
“رغم أنهم يلحقوا بنا ضررًا كثيرًا، ولكن في نهاية المطاف هم بشر. لديهم عائلة تنتظرهم، ولذلك لم نمس بهم. نحن نفهم أنهم يقومون بأعمال مخالفة للقانون، ولكن يُمنع المس بهم”، هذا ما قاله مختار قرية قصرة، وهو من قام بحماية مجموعة المستوطِنين.
ويخشى محللون إسرائيليون من أن تدفع حالة الإذلال التي مرّ بها المستوطِنون إلى التطرف في تحركاتهم؛ أولا لأنه تمت محاصرتهم من قبل مجموعة من الفلسطينيين، وثانيًا لأنه تم إنقاذهم بواسطة الجيش (والذي يكثرون من مواجهته، ويعتقدون أنه لا يضيّق الخناق على الفلسطينيين).
إن كان الأمر كذلك، فيبدو أن عملية “تدفيع الثمن” الجديدة للمستوطِنين المتطرفين هي مسألة وقت فقط. وتستعد قوات الجيش الإسرائيلي من خلال قوات معزّزة في شمالي الضفة الغربية لمنع القيام بعمليات “تدفيع الثمن” من قبل المستوطِنين، التي قد تشعل المنطقة وتفاقم التوترات القائمة فعلا في المنطقة.
وحسب أقوال المحللين، فإنّ الحقيقة أنّ العملية التي جرت أمس كانت متوقعة، في أعقاب إخلاء كرم كان قد زرعه سكان المستوطنات على أرض خاصة بالفلسطينيين، ورغم ذلك لم تُحبَط؛ وهي توضّح مدى عدم تدخل الجيش لمعالجة مشاكل عمليات “تدفيع الثمن”.
ووفقًا للمحلل السياسي لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، هناك علاقة وثيقة بين ما يحدث في الساحة السياسية وبين الأحداث في الواقع: “كلما تقدمت مبادرة كيري كلما تزداد التقارير التي تفيد بأن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يدرس التنازلات في المفاوضات مع الفلسطينيين، ومن المتوقع حدوث المزيد من هذه العمليات، وهي تهدف إلى منع أي بصيص أمل في اختراق سياسي”، هذا ما كتبه هرئيل أمس.