ظهر سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الذي استقال قبل نحو أسبوع، في مقابلة أمس (الأحد) في قناة “المستقبل” اللبنانية التي يملكها، ونفى خلالها المعلومات التي حاول الكثير من اللبنانيين معرفتها حول إذا كان محتجزا لدى رعاياه السعوديين خلافا لرغبته أم لا؟ وأوضح أنه سيعود إلى لبنان قريبا، إلا أنه لم يذكر موعدا محددا.
وأوضح الحريري أنه موجود في السعودية لحماية لبنان من أولئك الذين يحاولون الاستيلاء عليه من الخارج، مثل إيران وحزب الله. وأضاف “البلدان التي أزورها تهتم بلبنان أكثر من الفصائل اللبنانية. هذا محزن جدا”، قال الحريري حزينا.
وحسب المعلومات التي وفرتها القناة اللبنانية فإن المقابلة أجريت مع الحريري في منزله في الرياض، إلا أن البث لم يُعرض في القناة اللبنانية الرسمية أو في القنوات المتضامنة مع حزب الله. هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الحريري منذ استقالته.
وقد حاول خبراء إسرائيليون وعالميون فهم ما إذا كان الحريري في الرياض بمحض إرادته بعد الكشف للوهلة الأولى عن محاولة اغتياله أو أن الحديث يجري عن احتجازه وتصويب مسدس سعوديّ نحو رأسه.
وقال المحلل ديفيد اغناتيوس (David Ignatius) في صحيفة “واشنطن بوست” استنادا إلى مصادر لبنانية إن “السعودية هي التي فرضت استقالة الحريري واحتجزته لمدة يومين”. وفق أقواله، فقد فُرِض إعلان الاستقالة على الحريري في لقاء سري مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد أن زارها في وقت باكر صباح يوم استقالته.
في مُقابلة نُشِرت في محطة إذاعة الجيش الإسرائيلية اليوم، مع المحلل والمراسل الخبير بالشؤون العربية، جاكي خوجي، ادعى خبير إسرائيلي بلغة الجسد أنه بعد مشاهدة المقابلة استنتج أن الحريري يتعرض لضائقة. وقال ذلك الخبير في مقابلة مع محطة إذاعة الجيش “لا شك أن الأمور فُرِضت على الحريري”. “يدل لمسه لأنفه، لعق شفتيه، جفاف حنجرته على كذب تام – ومن الواضح أن هذه الإشارات تشهد على أنه يتعرض لصعوبات”.
وقال باحث إسرائيلي خبير بالشؤون اللبنانية الذي شارك أيضا في مقابلة مع محطة إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “اللعبة في لبنان هي لعبة مصالح وإن الحريري كان يأمل في الحفاظ على الهدوء والاستقرار مع شركائه في الائتلاف ذوي التأثير الكبير على الرئيس، ميشل عون، لكن السعوديين لم ترق لهم الفكرة”.
وكتب مراسل الشؤون العربية، جاكي خوجي، في منشور في الفيس بوك: “تضمنت المقابلة مع سعد الحريري، أمس، في فيلته في الرياض مجموعة من الأعمال المأساوية، الأكاذيب والمؤامرات، كان قد فرضها المحتجزون السعوديون على رئيس الوزراء اللبناني”. مأساة، لأن هناك مسدسا موجها نحو رأسه. ومؤامرة بسبب الجهود لعرض حزب الله، وكأنه يهدد حياة الحريري، في حين أنه يتعرض للخطر الحقيقي من قبل أمراء الرياض”.