منذ إعلان ائتلاف نتنياهو نهاية ولايته والذهاب إلى انتخابات مبكرة، تشهد خارطة الأحزاب الإسرائيلية تغييرات سريعة وغير متوقعة. فخلال 8 أيام منذ إعلان حل البرلمان والذهاب إلى انتخابات في ال9 من أبريل/ نيسان القريب بدل الموعد الأصلي، ال5 من نوفمبر/ تشرين الثاني، ظهرت على الخارطة السياسية الإسرائيلية 5 أحزاب جديدة.
تعرفوا إلى هذه الأحزاب، خاصة الصغيرة منها – ما يميزها بأنها تدور حول شخصية وليس حول أيديولوجيا- يجدر الذكر أن هناك 7 أسابيع حتى غلق الأبواب أمام تسجيل أحزاب جديدة، ولا نستبعد أن تقوم أحزاب أخرى، تضاف إلى هذه القائمة، إثر انشقاقات من أحزاب قائمة أو تكتلها:
حزب “حوسن ليسرائيل” (قوة لإسرائيل)
الحزب أقيم حديثا ويترأسه بيني غانتس، رئيس الأركان في السابق. الاستطلاعات “تبتسم” لغانتس وتتنبأ بفوزه بعدد مقاعد كبير في الانتخابات القريبة. الملفت أن غانتس نفسه يلتزم الصمت ولا يتحدث كثيرا عن طرحه السياسي لكنه بتسجيل حزبه أكّد أنه ينوي خوض الانتخابات.
ويقول مقربون منه إنه في ال4 سنوات الأخيرة أنشأ بنية تحتية متينة ودرس الوضع السياسي، منتظرا الفرصة لدخول السياسة من باب واسع. ومن ناحية التوجه السياسي للحزب، يشير محللون إلى أن غانتس لا ينتمي إلى اليسار أو اليمين وإنما الوسط السياسي، بدليل أنه ينوي إقامة ائتلاف مع يائير لبيد.
حزب “تيليم”
حزب أقيم حديثا ويدور حول شخصية أمنية مرموقة، إذ يترأسه موشيه يعلون، رئيس الأركان ووزير الدفاع في السابق. كان يعلون قد انشق عن حزب الليكود، وترك حكومة نتنياهو بعد أن علم أن نتنياهو ينوي نقل حقيبة الأمن لأفيغدور ليبرمان. وأصبح يعلون بعدها معارضا كبيرا لحكم نتنياهو وأعلن أنه ينوي خوض الانتخابات على رأس حزب جديد.
وفي بيان إعلان انطلاق الحزب قال يعلون إنه سيعرض قريبا قائمة بشخصيات انضمت إلى الحزب والمشترك لهم النزاهة السياسية. من الواضع أن دعايته الانتخابية ستكون حول النزاهة في ظل التحقيقات مع رئيس الحكومة الإسرائيلي في ملفات فساد.
حزب “اليمين الجديد”
حزب أقيم حديثا برئاسة أيليت شاكيد ونفتالي بينيت نتيجة انشقاق السياسيين البارزين عن حزب “البيت اليهودي”. الدافع الرئيس وراء إقامة الحزب من ناحية بينيت الذي كان يرأس البيت اليهودي هو الانفصال عن الجهات المتطرفة في اليمين المتدين الصهيوني، واستقطاب المزيد من العلمانيين اليمنيين إلى حزب. سبب آخر هو إقامة بيت يميني مستقل يمكن أن ينازع نتنياهو على أصوات اليمين وعدم البقاء حزب تابع لنتنياهو ومتعلق به. أفلح الحزب منذ انطلاقه في ضم شخصيات إعلامية وسياسة بارزة ويتوقع له أن يحقق مفاجأة في الانتخابات القربية.
حزب “هتنوعا” (الحركة)
حزب أقيم عام 2013 برئاسة تسيبي ليفني. حتى هذا الأسبوع كان الحزب جزء من الاتحاد الصهيوني، وهو اتحاد بين حركة ليفني وحزب العمل برئاسة آفي غاباي. لكن زعيم حزب العمل أسقط هذا الأسبوع قنبلة سياسية فأثار هزة بالإعلان عن فك الوحدة مع ليفني في بث مباشر دون أن يعلم ليفني مسبقا. ووصف الإعلام الإسرائيلي خطوة غباي بأنها “طلاق قبيح” أمام الكاميرات.
تشير الاستطلاعات إلى أن ليفني التي كانت يوما تنتمي إلى حزب الليكود وثم حزب “كاديما” برئاسة أرئيل شارون وثم إيهود ألومرت، لن تنجح في دخول البرلمان لوحدها. لذلك من المتوقع أن تتحد مع حزب آخر. وكانت ليفني قد أوضحت أن المهم هو إنشاء كتلة من أحزاب اليسار والمركز ضد كتلة اليمين التي يرأسها نتنياهو.
حزب “كولانو” (كلنا)
حزب اجتماعي يرأسه موشه كحلون منذ عام 2015. يحتل في الراهن 10 مقاعد في الكنيست وزعيمه، موشيه كحلون، شغل منصب وزير الاقتصاد بعد أن تحالف مع نتنياهو. يقول المحللون إن الحفاظ على نفس عدد المقاعد بالنسبة لكحلون سيكون انجازا كبيرا في الانتخابات القريبة، لا سيما أن الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى تراجع الحزب.
وكان كلحون قد صرّح مرارا أن انجازاته الاقتصادية ستكون محركا في زيادة شعبيته في الانتخابات القادمة، رغم موجة الغلاء التي تنتظر إسرائيل مطلع العام القريب. يذكر أن قائمة كحلون ستغير وجهها من ناحية الأعضاء، فمن المتوقع أن يتركها السياسي يؤاف غالنت لصالح الليكود. أشارت تقارير أخيرة أن حزب كحلون قد يندمج مع حزب الليكود لكن مقربون من كحلون نفوا هذه الإمكانية.
الملفت في الحزب أنه أعلن أنه لن يجلس مع نتنياهو في الحكومة في حال تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو قبل الانتخابات.
حزب “إسرائيل بيتنا”
حزب يميني يزعمه أفيغدور ليبرمان منذ عام 2009. كان السبب وراء تبكير الانتخابات بعد استقالته من منصب وزير الدفاع، وخروجه من الائتلاف الحكومي. يعاني الحزب من تراجع في الاستطلاعات بعد انشقاق النائبة أورلي ليفي أبوكسيس عن الحزب وإقامته بيتا سياسيا مستقلا.
ورغم حديث ليبرمان عن فوز حزبه ب10 مقاعد في الانتخابات القريبة، إلا أن المحللين يعتقدون أن فوزه ب 5 مقاعد مثل الوضع الحالي سيكون جيدا. التحدي بالنسبة لليبرمان سيكون ضم شخصيات سياسية جديدة وجذابة لحزبه.
حزب “ميرتس”
حزب اليسار الإسرائيلي القديم. يخوض الحزب الانتخابات القريبة تحت شعار “تبديل الأجيال”، إذ تقود الحزب اليوم السياسية الشابة ميخائيل زندبرغ بعد استقالة النائبة زهافا غلؤون التي قادت الحزب في السنوات الأخيرة وحصلت على 5 مقاعد في الانتخابات الأخيرة. وكان الحزب قد أطلق حملته الانتخابية مطلع الأسبوع الراهن في مؤتمر انتخابي كبير، وقالت خلاله زعيمة الحزب إن الهدف هو إعادة اليسار الإسرائيلي على الخارطة السياسية الإسرائيلية والفوز ب10 مقاعد لكي يكون الحزب مؤثرا. لكن الاستطلاعات لا تتنبأ بهذا العدد من المقاعد للحزب.
حزب “غيشر” (جسر)
حزب أقيم حديثا، عام 2019، برئاسة السياسية أورلي ليفي أبكسيس التي انشقت عن حزب “إسرائيل بيتنا”. هي نجلة السياسي الإسرائيلي المعروف من أصول مغربية، دافيد ليفي، الذي شغل منصب نائب في البرلمان الإسرائيلي نحو 37 عاما. الملفت أن الاستطلاعات تشير إلى أن حزب ليفي أبكسيس في صعود مستمر.
وتؤكد ليفي في المقابلات معها أن همها الأكبر هو العمل الاجتماعي، وأن حزبها الجديد الذي تبنيه سيضم شخصيات تطمح إلى إحداث تغييرات اجتماعية في إسرائيل لكسر احتكار رأس المال وجسر الفجوات بين المركز والأطراف ودعم الطبقات الضعيفة لتنعم بحياة مشرفة في إسرائيل.
البيت اليهودي (الصهيونية الدينية)
شهد الحزب اليمني المساند المحسوب على المستوطنين شهد هزة سياسية كبرى بعد انشقاق زعيم الحزب نفاتلي بينيت عنه وانشقاق الشخصية النسائية الأبرز في الحزب مع بينت، لكي يقيمان بيتا سياسيا جديدا. كان الحزب حصل في الانتخابات الأخيرة على 8 مقاعد، وتسلم حقيبة التربية والتعليم وحقيبة العدل. لكن الوضع بالنسبة للحزب أو ما تبقى منه سيكون مختلفا تماما.
حزب “شاس” (اليهود الشرقيون)
حزب ديني يزعمه آريه درعي. تتنبأ الاستطلاعات بتراجع في عدد المقاعد للحزب الديني الذي فاز في الانتخابات الأخيرة ب7 مقاعد. وتلتفت الأنظار إلى مستقبل زعيم الحزب، آريه درعي، الذي يخضع للتحقيقات في تهم فساد ويُعتقد أن تورط مجددا بالتحايل على سلطات الضريبة. وفي هذه الظروف يقول المحللون إن هدف زعيم الحزب الحفاظ على قوة الحزب والفوز على المنافس القوي، أيلي يشاي. يذكر أن شعبية درعي ما زالت قوية في القدس والدليل على ذلك فوز المرشح الذي دعمه برئاسة بلدية القدس.
حزب “يهدوت هتورا” (اليهود الأوروبيون)
حزب ديني يرأسه يعقوب ليتسمان. ينهي الحزب الذي فاز في الانتخابات الأخيرة ب6 مقاعد الولاية الحالية في الكنيست وهو يعاني من انقسام جرّاء موقف زعيم الحزب من قانون “تجنيد الشبان المتدينين”. ففي حين يقود يعقوب ليتسمان الخط المتطرف بشأن قانون التجنيد، يؤيد أعضاء الحزب إبداء المرونة والتنازل من أجل الحفاظ على قوة الحزب. وهناك نداءات للإطاحة بزعيم الحزب. يذكر أن الحزب يضم في الأساس فئتين من الحريديم: التيار الحسيدي والتيار اللتواني. وقد ازداد الانقسام بين التيارين في أعقاب الانتخابات في بلدية القدس.
حزب “يش عتيد” (يوجد مستقبل)
حزب وسطي يزعمه السياسي الإعلامي في السباق يائير لبيد. أٌقيم عام 2013 وحقق مفاجأة كبرى في الانتخابات حينها. اتضح أن الحزب ليس مؤقتا وإنما كتلة سياسية ستؤثر على السياسية الإسرائيلية في العقود القريبة. فاز الحزب في الانتخابات الأخيرة عام 2015 ب11 مقعدا، وتتنبأ الاستطلاعات أن يحتل تحت زعامة يائير لبيد، المرتبة الثانية بعد حزب الليكود. فوفق أحد الاستطلاعات سيفوز الحزب ب20 مقعدا في الانتخابات القريبة ومن المحتمل أن يكون لبيد رئيسا للحكومة. وكان لبيد قد صرّح أكثر من مرة أنه الوحيد الذي يشكل بديلا في إسرائيل لحكم نتنياهو.
ويقول محللون إن لبيد يطمح إلى تجاوز ال20 معقدا في الانتخابات الأخيرة وذلك عبر ضم شخصية أمنية مرموقة مثل بيني غانتس أو غابي أشكنازي، كلاهما شغلا منصب رئيس الأركان في الماضي.
القائمة العربية المشتركة
تحتل القائمة العربية التي تضم الأحزاب العربية في إسرائيل في الراهن 13 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي تحت زعامة أيمن عودة. السؤال الملح بالنسبة للقائمة هو فرص استمرار الشراكة بين الأحزاب العربية المتخلفة، علما أنها تعاني من خلافات. وهوية زعيم الحزب ما زالت مفتوحة، فهناك حديث عن تغيير محتمل وتسلم النائب أحمد الطيبي منصب رئيس الحزب مكان رئيس القائمة أيمن عودة.
وفي حال أفلحت القائمة في الحفاظ على الوحدة بين مركباتها العلمانية (الجبهة) والدينية (الحركة الإسلامية) سيكون هدفها السياسي الفوز ب15 مقعدا في الانتخابات القادمة، لتشكل “درعا واقيا” للأقلية العربية في إسرائيل التي تتجه إلى اليمين، حسب وصف النائبة عايدة توما سليمان.
حزب العمل
يمر الحزب العريق بأزمة كبرى في الراهن بعد فك الشراكة السياسية مع تسيبي ليفني والحديث عن أن فئة كبيرة من منتسبي الحزب ينوون الإطاحة برئيس الحزب آفي غباي، بعد الإطاحة بالسياسية لينفي بصورة قبيحة.
حصل الحزب في الانتخابات السابقة على 24 مقعدا تحت زعامة إسحق هرتسوغ بعد أن خاص الانتخابات تحت بيت سياسي اسمه “الاتحاد الصهيوني” مع تسيبي ليفني. إلا أن زعامة الحزب تغيّرت، والآن يقود الحزب آفي غاباي، الذي لم يفلح إلى اليوم في الوصول إلى عدد المقاعد التي فاز بها الحزب من قبل. وتشير الاستطلاعات إلى أن الحزب سيفوز بالحد الأقصى ب14 مقعدا في الانتخابات القريبة.
ويقول محللون إن التغيير الكبير بالنسبة للحزب الذي ترأس إسرائيل لسنوات طويلة، ممكن أن يحدث في ضم شخصية أمنية معروفة، والحديث يدور عن بيني غانتس أو غابي أشكنازي، كلاهما شغلا منصب رئيس الأركان في الماضي.
حزب الليكود
حزب اليمين العريق. لا أحد يشك في إسرائيل في أن حزب الليكود ما زال الأقوى في الساحة السياسية. فتحت زعامة بنيامين نتنياهو حظي الحزب في الانتخابات الماضية ب30 مقعدا، وكان نتنياهو قد أعلن مؤخرا أنه يصوّب المرة إلى الفوز ب40 مقعدا. وتتنبأ الاستطلاعات الأخيرة أن يحصل الليكود على 30 مقعدا وأن يكون نتنياهو رئيس الحكومة القادم.
لكن الحملة الانتخابية لليكود ستتم في ظل التحقيقات مع نتنياهو، والأمر الذي سيحدد معالم حزب الليكود في الانتخابات القريبة وبالتالي معالم الانتخابات برمتها، هو قرار المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، في ملفات نتنياهو، وهل سيعلن نتائج البت في الملفات قبل موعد الانتخابات في ال9 من أبريل أم أنه سيتنظر إلى ما بعد الانتخابات؟ علما أن القرار سيكون له تأثيرا عظيما على مستقبل نتنياهو ومستقبل حزب الليكود.
نتنياهو من جانبه أشهر سكاكينه وأعلنه أنه سيحارب حتى اللحظة الأخيرة قائلا إن تقديم لائحة اتهام ضده واستدعائه لاستجواب قبل الانتخابات سيكون خطوة غير نزيهة لأنه لن يقدر على طرح روايته على الاستجواب. وهذه التصريحات التي يذيعها نتنياهو على صفحته على فيسبوك لها صدى كبير على الناخب الإسرائيلي.