تجري غدا الأربعاء إسرائيل الرسمية، حفلا ضخما بمناسبة مرور 50 عاما على الاستيطان اليهودي ما بعد حدود عام 1967، في الضفة وغور الأردن وهضبة الجولان. وسيقام الحفل في المجلس الإقليمي “جوش عتصيون” الواقع في الضفة الغربية. ويثير الحدث الرسمي الممول من قبل وزارة الثقافة والرياضة ووزارة التربية والتعليم جدلا حادا بعد مقاطعة أحزاب إسرائيلية، على رأسها حزب العمل، المناسبة.
وقد انضمت اليوم الأحد إلى صف المعارضين للحدث والمقاطعين له رئيسة محكمة العدل العليا، مريام ناؤور، بعد أن أوعزت لقاضي محكمة العدل العليا بأن لا يشارك في الحفل، ما معناه غياب ممثل عن السلطة القضائية في الحدث، موضحة أنها “لا ترى مكانا للسلطة القضائية في المناسبة”.
وواجه النواب الإسرائيليون المقاطعون للحدث، وهم نواب حزب “العمل” بقيادة آفي غاباي، وحزب “ميرتس” بزعامة زهافا غلؤون، حزب “يش عتيد” بقيادة يائير لبيد، انتقادات واسعة من قبل وزراء الحكومة ومعسكر اليمين الذي يعد المقاطعون يقفون في صف واحد من حركة مقاطعة المستوطنات.
وقال نواب من حزب ليكود إن عدم مشاركة نواب من اليسار في الحدث هو بمثابة سخرية لأن حزب العمل هو من أطلق مشروع الاستيطان اليهودي في الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل في أعقاب حرب 1967.
ووجّه الوزير الليكودي ياريف ليفين، انتقادات لاذعة للمحكمة العليا ورئيستها قائلا إن قرار رئيس المحكمة كشف الحقيقة أن السلطة القضائية مسيسة، وفضح مواقفها اليسارية مع أنها من المفروض تكون محايدة. واتهم ليفين المحكمة بأنها تواصل المساس بالمستوطنين وبمشروع الاستيطان اليهودي.
وأثار الحفل ضجة كذلك في الجانب التسويقي له بعد أن رفضت هيئة البث الرسمية والإذاعة العسكرية، بث مقطع دعاية للحدث، جاءت فيه جمل مثيرة للجدل مثل: “سنحتفل بعودتنا إلى أريحا وجمالا”، مع أن الأولى هي مدينة فلسطينية، والثانية موجودة في منطقة نزاع، وكذلك القول “عدنا إلى البيت”، ما يوحي بأن المستوطنات رغم النزاع السياسي حولها أهم المناطق بالنسبة لإسرائيل.