انتشرت، مساء أمس الاثنين، في شوارع مركزية في إسرائيل، لافتات ضحمة تنادي إلى عودة رئيس الحكومة في السابق، إيهود باراك، للحياة السياسية، وتدعوه للمنافسة على منصب قيادة الدولة مكان رئيس الحكومة الراهن، بنيامين نتنياهو. وكُتب على اللافتات التي نصبت معظمها في تل أبيب: “باراك! نتنياهو يدمر الدولة، يجب عليك التنافس”.
وتظهر هذه الحملة على خلفية تقديرات متزايدة تقول إن باراك ينوي العودة إلى السياسة بعدما قرر الاعتزال 2013، وانتقل إلى عالم إدارة الأعمال، مع أن باراك لم يختفِ تماما من الحلبة السياسية. فقد حافظ على اتصاله بالسياسة عبر مقابلات صحافية وتصريحات في محاضرات ومناسبات تتعلق بالسياسية والنظام الحاكم في إسرائيل.
وكان باراك قد تصدر العناوين في إسرائيل في أعقاب هجوم شديد على سياسة رئيس الحكومة نتنياهو، المتعلقة بالأمن، قائلا إن يرى قلة فهم من جهة نتنياهو للمصالح الأمنية العميقة وانعدام في استيعابه للقدرة الكامنة في التعاون مع الولايات المتحدة، وسمى باراك هذا السلوك من جهة نتنياهو بأنها “تصرفات عملية غير متقنة. كشفت إسرائيل لتحدٍ أمني كبير”.
وشغلت هذه التصريحات الصحافة الإسرائيلية والأوساط السياسية، حيث تساءل كثيرون ماذا يعني باراك؟ ولماذا لا يوضح إين أخطأ نتنياهو؟
يذكر أن اللافتات لم تحمل اسم جهة معينة تدعو باراك إلى العودة للحياة السياسية، وفتحت المجال أمام التخمينات من تكون هذه الجهة التي نشرت الحملة وتبحث عن بديل لنتنياهو. وقال مراقبون إسرائيليون إنهم لا يستبعدون أن يكون باراك بنفسه وراء هذه الحملة، وهو يفضل أن ينأى بنفسه عن هذه المحاولة لكي يقول إنه عاد للسياسة بعد ضغوط كثيرة.
إلا أن باراك، رغم فهمه بقضايا الأمن وسجله الحافل بالإنجازات السياسية والأمنية، لا يحظى بشعبية كبيرة لدى الشعب الإسرائيلي والأحزاب اليسارية، خاصة إنه كان من دمر “حزب العمل” في أعقاب انفصاله عنه عام 2012، وإقامة حزب منفصل يسمح له الانضمام لحكومة نتنياهو. وقد أظهرت استطلاعات رأي أخيرة أن معظم الشعب، نسبه 68 بالمئة، لا يريد أن يرى باراك مرة ثانية في السياسة.
ويشير مراقبون إلى مؤشرات تدل على أن باراك بصدد العودة إلى الحلبة السياسة مثل تجديد نشاطه على تويتر.
ويبدو أن الظروف السياسية الراهنة، السائدة في اليسار الإسرائيلي، تلعب لصالح باراك، وربما تمنحه فرصة ثانية للعودة إلى السياسية ليتزعم معسكر اليسار الإسرائيلي، لا سيما في ظل الضعف الذي يبديه زعم هذا المعسكر، يستحاق هرتسوغ، الذي يواصل محاولاته الانضمام إلى حكومة نتنياهو.
ودليلا على ذلك، قال نائب في “حزب العمل” لموقع أخبار “والا” إن “الحزب متعطش لقائد قوي يقدر على أن يعيده للحكم. وبينما يغازل هرتسوغ نتنياهو دون انقطاع، يبدو أن باراك هو البديل، الذي بإمكانه توحيد الصف”.