نفت مصادر في حركة حماس، ما أوردته صحيفة “العربي الجديد” القطرية، الصادرة من لندن، بأن المخابرات المصرية طلبت من وفد الحركة أي معلومات حول الإسرائيليين المفقودين في غزة والذين تلمح كتائب القسام الجناح العسكري للحركة أنهم أسرى أحياء لديها.
و أوضحت المصادر الخاصة لموقع المصدر، أن الملف لم يبحث نهائيا خلال الحوارات التي جرت في القاهرة على مدار عدة جولات في الزيارتين الأولى والثانية, مبينةً أن وفد حماس طلب من مصر فتح ملف الهدنة ومطالب المقاومة خلال العدوان الأخير على غزة والذي سيكون مقدمة لملفات كثيرة سيتم تناولها لعل منها صفقة جديدة بشأن الأسرى لدى الحركة.
وقالت المصادر انها غير مسؤولة عن ما يتم تداوله وأن ملف الأسرى لم ولن يفتح إلا بشروط الحركة الواضحة بشأن الإفراج عن أسرى صفقة وفاء الأحرار الأولى والذين تم اعتقالهم من قبل اسرائيل قبل وخلال الحرب الأخيرة على غزة وتم إعادة الأحكام بشأنهم . كما وتشمل صفقة ملفات الهدنة الإفراج عن جميع الأسيرات مجددا بالإضافة إلى جميع الأسرى الأطفال الذين اعتقلوا في الانتفاضة الحالية، وبحث ملفات تتعلق بهدنة غزة وبناء الميناء قبل الحديث في ظروف الصفقة الجديدة بكامل تفاصيلها والتي من المتوقع أن تشهد تعقيدا كبيرا خلال مرحلة المفاوضات في حال بدأت.
المصادر اعتبرت أن ما تتناوله وسائل الإعلام بشأن هذه القضية غير دقيق على الإطلاق. وأن حماس لن تتحدث في هذا الملف دون شروطها.
مصادر أخرى في غزة قالت، أن الصحيفة القطرية تعمدت نشر الخبر بصيغة تتهم الجانب المصري بأنه يعمل لصالح إسرائيل ويربط كل الملفات الخاصة بالعلاقة مع حماس بأمن إسرائيل. معتبرة أن ذلك محاولة من الصحيفة المعروفة بتوجهاتها السياسية لدعم نظام الإخوان في مواجهة نظام السيسي وتحويله لجهة تعمل لصالح إسرائيل وأن حماس ترفض ان تكون جزء من هذا السجال.
وكانت صحيفة “العربي الجديد” قد نقلت عن مصادر مصرية بأن مسؤولين في جهاز الاستخبارات المصري، طلبوا من وفد حركة حماس، الكشف عن معلومات تتعلق بالإسرائيليين المفقودين.
ولفتت المصادر المصرية للصحيفة، إلى أن الطرف المصري تطرق إلى الحديث عن مصير الجنود الإسرائيليين المفقودين، بعد طلب وفد حركة حماس الكشف عن مصير أعضاء الحركة الأربعة الذين اختطفوا في وقت سابق داخل الأراضي المصرية.
الصحيفة قالت أن الطلب المصري وضع في خانة “سلّة” المطالب أو الملفات التي يُجري الوفدان ما يشبه التفاوض حولها في إطار “صفقة” تحسين العلاقات وفتح معبر رفح ووقف “ما يشبه الحرب المصرية الرسمية ضد حركة حماس”.
ترى الصحيفة أن الرغبة المصرية باستعادة الدور المفقود فلسطينياً، لن تخرج عن عناصر تلك “السلة”، إذ يمكن للقاهرة أن تؤدي دوراً يعود لها بفوائد كبيرة على الصعيد الإقليمي إذا عادت إلى ما يشبه دور “الوسيط المقبول” بين إسرائيل وحماس، مثلما كان عليه الحال في نظام الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك.
في المقابل، فإن حركة حماس أيضاً قد لا تمانع مثل تلك العودة المصرية في حال حصل تعديل حقيقي في نهج النظام المصري إزاءها، لجهة التخفيف من الطابع العدائي الذي تتسم به طريقة تعاطي الحكم في مصر بعد يوليو/ تموز 2013 مع الملف الفلسطيني، خصوصاً ما يتعلق بالمقاومة ضد إسرائيل.
وكانت كتائب القسام كشفت يوم الجمعة الماضي عن أربع صور قالت أنهم لجنود إسرائيليين مفقودين في غزة منذ الحرب الأخيرة.