لا يزال صدى التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني في القمة العربية في شرم الشيخ حول ضرورة تدخل الدول العربية لحماية الشرعية يُسمَع دويّه إلى الآن، والمشاحنة بين حماس وبين السلطة الفلسطينية آخذة بالتفاقم.
قال المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهري ”إن رئيس السلطة محمود عباس هو مجرد رئيس مؤقت بموجب التوافق مع الفصائل الفلسطينية، وعليه أن يحترم حدود صلاحياته ولا يتجاوزها”.
وأضاف أبو زهري أن شرعية حكومة عباس قد انتهى مفعولها في الوقت الذي رفض فيه إجراء انتخابات جديدة لمنصب الرئيس الفلسطيني.
بالأمس كرر عباس في مستهل اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح في رام الله الأمور التي تحدّث عنها في القمة العربية، وقال إن الفلسطينيين يعانون مما يسمى بـ “الاعتداء على الشرعية”، تماما كالذي تعانيه اليمن. بينما نرى التفجيرات التي تُحدثها الطيارات السعودية في صنعاء وعدن، نجد أن رسالة عباس وصلت إلى غزة.
إنّ تبادل هذه التصريحات القاسية بين عباس وبين حماس يؤكد على ضآلة فرص التقدم في جهود المصالحة الفلسطينية في الوقت الحالي. زيارة رئيس الحكومة رامي حمد الله إلى قطاع غزة لم تأتِ بنتائج ملموسة بعد، ولم تعلن البعثة السويسرية التي زارت القطاع عن أي تحقيق أو إنجاز يُذكَر، وكذلك لا تزال جهود إعادة إعمار غزة تسير ببطء، خاصة فيما يتعلق بقضية قطر المثيرة للجدل.
وبحسب التقديرات، هناك أريحية نوعا ما يشعر بها عباس وجماعته للإدلاء بهذه التصريحات العنيفة ضد حماس، خاصة بسبب ما يمكنهم إظهاره والافتخار به أمام الجمهور من انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية، وهو إنجاز قام به عباس. أيضا حماس اعترفت بأن الحديث يدور حول خطوة إيجابية، وباركوا هذا الانضمام إلى المحكمة الذي وصفوه بـ “خطوة أولى من قِبل المجتمع الدولي لعزل الكيان الصهيوني المجرم”.