كان العام 2014 عام تغيّرات وأحداث كثيرة – انتُخب في مصر رئيس جديد، الفلسطينيون نجحوا بتحقيق المصالحة، وأيضًا تفكيكها، وظهرت في العراق قوة جديدة مُهددة: داعش. هذه هي مجموعة صور الأحداث العالقة في الذاكرة والتي كانت أهم ما حدث في هذا العام:
كانون الثاني – وفاة أرئيل شارون
إن أهم الأحداث التي سُجلت في شهر كانون الثاني في إسرائيل عام 2014، ودون أدنى شك، هي جنازة رئيس الحكومة الأسبق أرئيل شارون. تُوفيّ شارون في المُستشفى بعد ثمان سنوات من دخوله في حالة غيبوبة تامة، على إثر جلطة دماغية، بينما كان يشغل مهام منصبه. اعتُبر شارون قائدًا عسكريًا فذًا وذلك نتيجة مُشاركته في حرب يوم الغفران. إلا أن العالم العربي كان يكن لشارون الكثير من الكراهية، تحديدًا بعد حرب لبنان، التي شغل خلالها منصب وزير الدفاع. بينما أُقيمت له في إسرائيل جنازة كبيرة ومحترمة، تم توزيع الحلويات في أراضي السلطة الفلسطينية ولبنان احتفالاً بموته.
شباط – عاصفة سودا ستريم
خذوا الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وأضيفوا له عارضة أزياء – ممثلة مشهورة، وستحصلون على حدث هام لن يتوقف الحديث عنه. هذا تمامًا ما حدث في شهر شباط، عندما تجندت سكارلت جوهانسون للعمل لصالح شركة سودا ستريم الإسرائيلية، التي تُمثلها، ورفضت رفضًا قاطعًا مقاطعة المُنتج، على الرغم من أن بعض أجزاء تلك السلعة يتم تصنيعها في مستوطنات في الضفة الغربية. وتعرضت جوهانسون، كما هو مُتوقع، للشجب والانتقاد على مواقع التواصل الاجتماعي من جهة، ومن جهة أخرى نالت الدعم والتشجيع. ولكن، لا شك أن من استفادت من كل هذه الحملة هي شركة سودا ستريم ذاتها التي احتلت عناوين الصحف.
آذار – الكشف عن سفينة الأسلحة وهي بطريقها من إيران إلى غزة
فتجمع في شهر آذار، في ميناء إيلات، عشرات المراسلين الصحفيين الأجانب والدبلوماسيين من كل العالم، للوقوف على الإنجاز العظيم الذي حققه الجيش الإسرائيلي – ضبط سفينة أسلحة سرية، تحمل عشرات الصواريخ من نوع M302 سورية الصنع، الكثير من الذخيرة، وأكياس إسمنت تم تصنيعها في إيران، كانت بطريقها إلى غزة، عن طريق ميناء السودان ومن هناك عن طريق سيناء على ما يبدو. لم يكن الإنجاز الكبير الذي حققه الجيش الإسرائيلي هو منع وصول السلاح إلى غزة فحسب، الأمر الذي اتضح بأنه كان مصيريًا في وقت القتال، بل أيضًا الإنجاز على المستوى الإعلامي، حيث تم الكشف عن العلاقة بين إيران وحماس.
نيسان – احتفالات مبكرة: مصالحة بين فتح وحماس
بتاريخ 23.4.2014، بدا كأن الصراع الفلسطيني الداخلي، قد وصل إلى نهايته. تم ضم تنظيمي حماس والجهاد الإسلامي إلى مُنظمة التحرير الفلسطينية، وتم الاتفاق على أن حكومة الوحدة ستتشكل بالتوافق خلال خمسة أسابيع، وأن الانتخابات الرئاسية ستتم بعد نصف عام من ذلك، على أكثر تقدير. خرجت حشود الجماهير في غزة والضفة الغربية للاحتفال بوحدة الشعب الموعودة، تم رفع أعلام فتح الصفراء إلى جانب أعلام حماس الخضراء، وكانت البهجة كبيرة. إلا أنه اتضح لاحقًا أن تلك الاحتفالات جاءت باكرة. كادت مفاوضات الحكومة الموحّدة تنفّض بسبب الخلافات على وزارة الأسرى، ولكن، حتى بعد أن أدت الحكومة يمين الولاء، بعد أكثر من شهر، بقي أداؤها قاصرًا. تم تجميد رواتب موظفي غزة، عادت حرب الصيف في غزة لتُشتت الأوراق من جديد، وساءت الأمور في شهر تشرين الثاني لدرجة أنه تم اتهام حركة فتح بالقيام بسلسلة تفجيرات طالت بيوت قادة حماس في القطاع. اليوم، عندما عاد عباس ليتصرف بشكل أُحادي في أروقة الأمم المتحدة، وتقوم حماس باستعراضات قوة في غزة، تبدو المصالحة وكأنها حلم صعب المنال.
أيار – البابا في الديار المُقدسة
تابع العالم المسيحي باهتمام بالغ زيارة البابا فرانسيس إلى إسرائيل وفلسطين، الأرض التي وُلد وصُلب السيد المسيح فيها. زار البابا، الذي تمكن في فترة قصيرة من شغله لمنصبه من إحداث انقلابات بسيطة في العالم المسيحي (مثل تصريحاته المتعلقة بالتمييز ضد الأزواج المثليين وكذلك الانفجار الكبير)، الأماكن المُقدسة للديانات السماوية الثلاث. هذه الصورة المميّزة التُقطت أثناء تواجده في حائط البُراق وهو أحد الأماكن المقدسة لدى اليهود والموجود عند أطراف باحة الأقصى.
حزيران – عبد الفتّاح السيسي يؤدي القسم كرئيس لمصر
بدا، بعد ثلاث سنوات من الثورات في مصر، أن عصر الاستقرار جاء أخيرًا. أدى المشير عبد الفتّاح السيسي، الذي كان على رأس قيادة الجيش المصري وأطاح قبل عام من ذلك بالرئيس السابق عبد الفتاح السيسي، اليمين كرئيس لجمهورية مصر. بعد أن حظي بأكبر عدد أصوات في الانتخابات. بدأ السيسي منذ ذلك الوقت بضرب أعضاء جماعة الإخوان المُسلمين في مصر، وكذلك حماس في غزة، بيد من حديد. عمل، بالمقابل، على تقوية العلاقات مع دول مثل قطر والسعودية، ويبدو أنه بالطريق الصحيحة ليعيد لمصر مكانتها الهامة في العالم العربي.
تموز – ألمانيا تفوز بالمونديال
يبدو الأمر وكأنه حدث منذ مدة طويلة، ولكن، في بداية الصيف كانت الأمور لا تزال مُبهجة، كان الجميع يجلسون في المقاهي ويتابعون المونديال ويحتفون بمهرجان كرة القدم الأهم الذي يُقام كل أربع سنوات. فاز المُنتخب الألماني، بعد شهر من المباريات المتوترة المليئة بالمفاجآت، على المُنتخب الأرجنتيني المحبوب وأصبح بطل العالم بكرة القدم.
آب – الحرب في غزة
كان الصيف الأخير في فلسطين وإسرائيل، مرة أُخرى، صيفًا داميًا. أدخلت صواريخ، تم إطلاقها من قطاع غزة باتجاه إسرائيل ووصلت إلى وسط إسرائيل وحتى إلى شمالها، دولة كاملة إلى الملاجئ وكردٍ على ذلك قامت طائرات إسرائيلية بتفجير أحياء في غزة. وتحوّل هذا الصيف من صيف كرة قدم وبهجة إلى صيف خوف وكره، وانتهى ذلك فقط مع وقف إطلاق النار في 26 آب.
أيلول – تحالف ضد داعش
كانت هذه السنة سنة “تنظيم الدولة الإسلامية” دون أدنى شك. في هذه السنة أعلن زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، عن انشقاقه عن القاعدة، ومنذ شهر حزيران، عندما احتل التنظيم الموصل، بدأ بحملة احتلالات ناجحة، الأمر الذي جعله يسيطر على كافة أرجاء شمال العراق ومناطق شاسعة من سوريا. تم في شهر آب عرض أول فيديو مُرعب من إنتاج داعش والذي أظهر عملية قطع رأس الصحفي الإسرائيلي جيمس فولي. هز هذا الفيديو العالم بأكمله ولحقت به مقاطع فيديو أخرى مُشابهة وتحوّلت تلك الطريقة إلى الطريقة الإعلامية الأنجح بالنسبة للتنظيم. أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في شهر أيلول عن تشكيل التحالف ضد التنظيم، ونجح بمساعدة الدول الغربية بتشكيل تحالف يضم دولاً عربية مثل مصر، العراق، الأردن، لبنان وست دول خليجية. ربما لم يتمكن التحالف من هزيمة التنظيم، الذي لا يزال يُسيطر على أجزاء واسعة في الشرق الأوسط، ولكنه تم وقف تقدمه بشكل كبير.
تشرين الأول – القدس في حال انتفاضة
بعد شهرين من التوتر بدا وكأن التوتر وصل إلى ذروته في شهر تشرين الأول في القدس. بدأت الأحداث العنيفة في المدينة عند محاولة اغتيال يهودا غليك، اليميني الإسرائيلي المُتطرف، الذي كان يُشجع صلاة اليهود في جبل الهيكل. أدت محاولة الاغتيال هذه إلى رفع موجة العنف، وتحديدًا عمليات الدهس وأيضًا عملية إطلاق النار والطعن في الكنيس في القدس الغربية. انطلقت مظاهرات عارمة في كل أنحاء القدس الشرقية. بدا الأمر وكأن انتفاضة ثالثة ستندلع في القدس، نظرًا لتصاعد التوتر في كل الضفة الغربية، إلا أنه خلال فترة قصيرة هدأت الأمور في المدينة وعادت إلى طبيعتها.
تشرين الثاني – كيم كردشيان تُكسر الإنترنت
ماذا لم يُقل بخصوص صورة كيم كردشيان العارية على غلاف مجلة “بايبر”. ظهرت كردشيان في الصورة بينما كان الجزء الخلفي من جسمها عاريًّا تمامًا وجسدها مدهونًا بالزيت. لم يتوقف العالم بأسره من التحدث عنها، يوم تم نشر الصورة، وموقع المجلة غير المعروف كثيرًا، “بايبر”، الذي كان حتى ذلك الحين يحظى ببضع مرات التصفح في اليوم، انهار أمام ملايين المرات من التصفح في اليوم. وفي اليوم التالي تم نشر صورة لكردشيان، من موقع التصوير ذاته، حيث بدت عارية تمامًا من الأمام. خلال عدة أيام، لن يبق أي شخص لم يسمع عن تلك الصور، وبدا وكأن تلك النجمة الأمريكية نجحت “بتكسير الإنترنت”، تمامًا مثل عنوان المقالة التي تم التقاط الصور من أجلها.
كانون الأول – نهاية حكومة نتنياهو
تفككت حكومة نتنياهو الثالثة بعد أقل من عامين على تشكيلها. أدت خلافات داخلية بين وزراء في الحكومة، وتحديدًا تسيبي ليفني ويائير لبيد، وبين رئيس الحكومة نتنياهو، إلى أزمة بالثقة واختلال بأداء الحكومة، إلى أن اضطر رئيس الحكومة أن يُقيل وزراءه والإعلان عن التوجه للانتخابات مرة أُخرى. ستُقام الانتخابات للكنيست الإسرائيلي في 17 نيسان 2015، والمؤسسة السياسية في إسرائيل الآن مُنشغلة بالتحضير للانتخابات والسؤال المصيري – هل سيظهر من يمكنه أن يأخذ مكان نتنياهو؟
- سياسة إسرائيلية
- حصاد العام 2014
- أريئيل شارون
- الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني
- سودا ستريم
- سكارليت جوهانسون
- السفينة الإيرانية
- المصالحة الفلسطينية
- حركة فتح
- حركة حماس
- البابا فرنسيس الأول
- عبد الفتاح السيسي
- مصر
- مونديال 2014
- ألمانيا
- بطولة كأس العالم 2014
- حرب غزة
- داعش
- الدولة الإسلامية
- القدس
- المسجد الأقصى
- عملية القدس
- كيم كارداشيان
- الحكومة الإسرائيلية
- بنيامين نتنياهو