يبدو أنّ احتفالات جمعية المبدعين الإسرائيلية التي ستجري غدًا (الأربعاء) لن تمرّ بسلام، ما دام الأمر بيد وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف. يُتوقَّع أن تحصل المغنية ميرا عوض في هذه المناسبة على جائزة خصوصية قيمتها 4000 دولار، تقديرًا لمساهمتها في تعزيز الإبداع العربي ودمجه في الإبداع الإسرائيلي.
لكنّ عوض أعلنت عن نيّتها أن تغني خلال الاحتفال أغنية “فكر بغيرك” المأخوذة عن قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش. وحين علمت الوزيرة ريغيف بذلك، أبلغت إدارة جمعية المبدعين أنّ هذا استفزازيّ برأيها. وأوضحت مصادر مقرّبة منها أنّ “هذه محاوَلة تتّسم بعدم الاحترام وعدم المراعاة يُحاوَل فيها إدخال نصوص لدرويش من الباب الخلفي”.
ردّت جمعية المُبدعين على ريغيف بأنّ الأغنية التي اختارتها عوض هي ذات رسالة مُسالِمة، لكنّ الوزيرة أوضحت أنّ اعتراضها ليس على القصيدة، بل على الشاعر. وفي محادثات مغلقة، ادّعت ريغيف أنه لا يُعقَل أن تعطي الجمعية منصة في احتفال رسمي لشاعر من الأعداء. وبين ما قالته ريغيف للجمعية: “شِعر عربي أهلًا وسهلا، أما درويش فلا!”
وكانت الوزيرة ريغيف قد غادرت احتفال جوائز الأوسكار الإسرائيلية الأخير احتجاجًا حين دمج المُبدِعان تامر نفار ويوسي تسباري سطرًا من قصيدة درويش، “بطاقة هوية”، في أغنية غنّياها. “لديّ الكثير من التسامُح تجاه الآخر، لكنني لا أحتمل درويش”، قالت الوزيرة ريغيف لدى عودتها إلى قاعة الاحتفال. وتابعت: “في نهاية القصيدة يقول درويش (آكل لحم الشعب اليهودي) – لا أنا ولا أنتم يمكننا أن نوافق على ذلك”. (قصدت الوزيرة العبارة: “ولكنّي إذا ما جعتُ، آكُلُ لحمَ مُغتصبي”).
في الماضي نُقل عن الوزيرة ريغيف قولها: “محمود درويش ليس إسرائيليًّا، نصوصه ليست إسرائيلية، وهو يقاوم في الجوهر القيَم المركزية للمجتمع الإسرائيلي. علينا محاربة محتويات التحريض الفلسطينية التي تظهر في كتبهم الدراسية ووسائلهم الإعلامية، وعدم منحهم منبرًا إضافيًّا بتمويل عمومي”.
يُذكَر أنه رغم معارضة وزيرة الثقافة الإسرائيلية لوجود قصائد درويش في مناسبات ثقافية إسرائيلية، فإنّ قصائده تُدرَّس ضمن المنهاج الإسرائيلي في الأدب.