تستعد واشنطن وإسرائيل لمواجهة لا مثيل لها بين البلدين على خلفية التصويت على الاتّفاق مع إيران في الكونغرس. يقف الحزب الجمهوري إلى جانب إسرائيل ، مستغلا الموضوع من أجل الإضرار بأوباما.
كلما مرت الأيام، تصبح التصريحات والتهديدات المتبادلة بين الأمريكيين وإسرائيل أكثر سوءًا. وقد حذر كيري في نهاية الأسبوع إسرائيل، علنا، من التهديدات بمهاجمة المنشآت النووية في إيران: “سيكون هذا خطأ كبيرا مع عواقب وخيمة بالنسبة لإسرائيل والمنطقة”، كما قال كيري. ولكن الهجمة الإسرائيلية التي تخشى منها إدارة أوباما في الحقيقة هي الهجوم على الكونغرس، في محاولة لاستغلال تأثير إسرائيل على المنظومة السياسية الأمريكية من أجل منع الموافقة على الاتّفاق مع إيران. إذا نجحت هذه الخطوة، كما حذر كيري، فسيتم اتهام إسرائيل من قبل كل العالم بإفشال الاتفاق وستجد نفسها معزولة أكثر من أيّ وقت مضى.
لا تستمع حكومة نتنياهو إلى التحذيرات: “لن يغلقوا أفواهنا” كما قال مسؤولون إسرائيليون كبار لصحيفة “هآرتس”. تم إلغاء جميع العطل، ويعمل الدبلوماسيون الإسرائيليون في واشنطن ساعات إضافية من أجل إقناع أعضاء الكونغرس.
ومن الجدير ذكره أنّه على الرغم من أنّه بالنسبة للرأي العام الإسرائيلي، وأيضا المنظومة السياسية، هناك معارضة شديدة للاتفاق مع إيران، يعتقد الكثيرون أنّ نتنياهو يرتكب خطأ عندما يذهب إلى مواجهة مباشرة مع أوباما، وأنّه كان من الأفضل له أن يتصرف كما تتصرف على سبيل المثال دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، والتي أعربت عن عدم رضاها بدرجة خفيفة وتُفاوض الولايات المتحدة على “حزمة تعويضات” مقابل الاتفاق.
وتُعارض المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة في غالبها الاتفاق أيضًا، وإن كان معظم الجمهور اليهودي الأمريكي، الذي يدعم بشكل تقليدي الحزب الديمقراطي، يؤيد أوباما في هذا الموضوع تحديدا. ومع ذلك، وجد كيري الوقت للقاء مع رؤساء المنظمات اليهودية، وسمع منهم كلاما قاسيا.
ومن يستغل الفجوة بين إسرائيل والإدارة الأمريكية هم الجمهوريون، الذين يتنافسون بينهم حول من يقدم العنوان الأكثر تطرّفا ضدّ الاتّفاق. فعلى سبيل المثال، قارن المرشّح الرئاسي نيابة عن الحزب الجمهوري، مايك هاكابي، بين الاتّفاق مع إيران وبين الهولوكوست وقال إنّ الرئيس أوباما في الواقع “يسيّر الإسرائيليين باتجاه الأفران”، وهي مقولة قد حظيت بالفعل بانتقادات شديدة.