بعد أن كانوا على مدى سنوات مرهبي حزب الله، يمكن اليوم أن نقول إنّ مقاتلي وحدة إيجوز هم مرهبو رجال حماس. الوحدة التي أقيمت لتستخدم تكتيكات حرب العصابات ضدّ التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها حزب الله، تعمل بنفس الطرق ضدّ نشطاء حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني. خلال جولة العنف الأخيرة بين إسرائيل وغزة، شارك جنود وحدة الكوماندوز الخاصة هذه في إحباط جزء من الاختراقات عبر الأنفاق بل وشاركوا لاحقا في الاجتياح البرّي الذي قرّرته الحكومة الإسرائيلية.
عندما أقيمت وحدة إيجوز كان الهدف من ذلك هو إقامة وحدة تفكّر خارج الصندوق، وتعمل ضدّ عدوّ مراوغ بأساليبه. كان قائدها الأول ومؤسسها مقاتل من وحدة “شايطيت 13”، والذي قادها بعد نصف عام من لحظة إقامتها للقضاء على خلية من الإرهابيين في منطقة الحولة. راكَمتْ الوحدة خبرة في الغارات الصغيرة ونصب الكمائن في المناطق المعقّدة والصعبة للعمل، بما في ذلك المناطق الجبلية والمبنية. بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، في شهر أيار عام 2000، كان ثمّة قلق بألا يكون هناك نشاط للوحدة ويتم إغلاقها، ولكن سرعان ما وجدوا أنفسهم ينقلون هذه التكتيكات الخاصة إلى ميدان المواجهة ضدّ الإرهاب الفلسطيني في الضفة الغربية مع اندلاع الانتفاضة الثانية.
وعمّقت الوحدة في السنوات الأخيرة أيضًا معرفتها لغزة. في كانون الثاني عام 2008، اخترقت القطاع فرق من وحدة “إيجوز”. لقد دخلوا أفرادها بعد منتصف الليل، بعد اندماجهم في الميدان ثم قاموا بنصب كمين لخلايا نشطاء حماس والتي أطلقت صواريخ وقذائف هاون تجاه بلدات جنوب إسرائيل. كانت العملية قاتلة وحتى الساعة الواحدة ظهرا تحدث الفلسطينيون عن وجود 15 قتيلا، من بينهم أيضًا نجل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، محمود الزهار.
يتغيّرون لأنّ حزب الله يتغيّر
أقيمت وحدة “إيجوز” عام 1995، كجزء من لواء جولاني، وكان هدفها واحد: القتال بتكتيكات حرب العصابات ضدّ تنظيم حزب الله في لبنان. سجّلت الوحدة الخاصة على مدى السنين إنجازات كبيرة. وليس عبثا أن يسمّى مقاتلوها في الجيش الإسرائيلي: “مرهبو حزب الله”. يعتبر رجال الوحدة خبراء في كل ما يتعلّق بأساليب التمويه، القتال في الغابة، القتال في المناطق المبنية، الإقامة المطوّلة في الميدان والتنقّل في الأراضي الطبوغرافية المعقّدة. وقد مُنحت عام 1998 ميدالية رئيس الأركان لعمليّاتها القتالية في لبنان.
ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، وخصوصا بسبب مشاركة تنظيم حزب الله في القتال بسوريا ضدّ قوات الثوار، راكَمَ مقاتلوها خبرة عمليّاتية كبيرة. استنسخ مقاتلو التنظيم أنماط عمل ناجحة من الجيش السوري، بما في ذلك استخدام الدبابات وناقلات الجنود والعمل في مجموعات كبيرة. وعلى ضوء التغييرات في دورها ووسائل القتال لدى حزب الله، أدرك قادة “إيجوز” بأنّ عليهم هم أيضًا واجب أنّ يغيّروا ويطوّروا أساليب قتال أكثر تقدّما. إحدى الطرق هي التدريب السنوي واسع النطاق لدى الوحدة. تحاكي المناورات حالة حرب حقيقية قدر الإمكان، يتمّ في إطارها تجديد القدرات وملاءمة مستوى التدريب على أساس المعلومات الاستخباراتية حول التغييرات التي قام بها العدوّ.
يبلغ طول مسار الوحدة نحو عام وأربعة أشهر. يخضع جنود الوحدة لتدريبات مختلفة ويكتسبون مهارات عديدة، بما في ذلك في مجال الحرب الصغيرة (الجدول الزمني)، دورة للقفز بالمظلات، التمويه والتدريب الميداني، دورة لمكافحة الإرهاب، القتال في منطقة مبنية، نصب الكمائن وغير ذلك.
يتمّ العديد من التدريبات في مسارات نموذجية لمنطقة شمال إسرائيل، وهناك أيضًا تركيز كبير على التنقّل الدقيق والتنقّل في الظروف الميدانية النموذجية بالنسبة لشمال البلاد.
كانت للوحدة عشرات العمليات الناجحة، ولكن من بين العمليات الأكثر ذكرا، هو الكمين الذي وضعته الوحدة في منطقة سجود (كمين حدث عام 1997 في جنوب لبنان)، وذلك عندما قتلت فرقة من إيجوز من مسافة قصيرة من الكمين أربعة رجال من حزب الله. أحضر الجنود حثث الإرهابيين إلى البلاد، وحينها فقط اتضح أنّ أحد الإرهابيين القتلى هو هادي نصر الله، نجل زعيم حزب الله، حسن نصر الله.