الإحباط، خيبة الأمل والتشاؤم؛ تلك هي المشاعر والأفكار التي تميّز اهتمام وسائل الإعلام بمستقبل المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي تهرول مسرعة كما يبدو نحو نهاية الطريق. أعرب الأمريكيون والإسرائيليون عن عدم رضاهم عن الخطوة الفلسطينية للتوقيع على 15 اتفاق دولي، والتي جاءت ردّا على عدم الاتفاق حول إطلاق سراح الجولة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين.
أدّت الخطوة إلى إلغاء زيارة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، للمنطقة وإلى انتقادات شديدة لرئيس السلطة الوطنيّة الفلسطينية، محمود عباس. ينظر الإسرائيليون إلى الخطوة الفلسطينية كمحاولة لابتزازها نحو المزيد من التنازلات، في حين صرّح الأمريكيون بأنّ بلادهم ستحبط التوجّهات الفلسطينية للهيئات الدولية.
لم يخف الأمريكيون خيبة أملهم من تصرّفات الجانبين، وهم الذين حرصوا حتى الآن على الحفاظ على التفاؤل في كلّ ما يتعلّق بالمحادثات. قال أمس مصدر مسؤول في الإدارة الأمريكية لصحيفة “نيويورك تايمز” إنّ “كلا الجانبين يحتاجان الآن للعمل للخروج من المأزق، لأنّ محاولات الوساطة قد استنفدت أغراضها”.
مع ذلك، لا تزار الولايات المتحدة لم تصرّح رسميًّا عن التراجع عن أعمال الوساطة. تحدّث كيري بنفسه أمس مع عباس ونتنياهو، في جهود أخيرة لإنقاذ الصفقة التي تسمح بإطلاق سراح الأسرى واستمرار المفاوضات، وحاول إيجاد صيغة مقبولة على كلا الجانبين. فضلًا عن ذلك، التقى أمس في القدس رؤساء فريقَي المفاوضات من كلا الجانبين، تسيبي ليفني وصائب عريقات.
ويعكس الإعلام الإسرائيلي روحًا تشاؤميّة جدّا فيما يتعلّق بمستقبل المحادثات. نشر اليوم المراسل السياسي الكبير في صحيفة “هآرتس”، باراك رافيد، مقالا بعنوان “كيري: عدْ للمنزل”. وحسب كلام ربيد، فإنّ تخلي الولايات المتحدة عن دور الوسيط هو فقط ما سيدخل كلا الجانبين في صدمة حيث سيجبرهم على تقديم تنازلات كبيرة.
في الوقت الراهن، هناك انتقادات في الولايات المتحدة بخصوص نيّة إطلاق سراح جوناثان بولارد مقابل موافقة إسرائيلية على إطلاق سراح الأسرى وتمديد المفاوضات. وقد أعرب أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي عن معارضتهم لإطلاق سراح بولارد مقابل الأسرى الفلسطينيين، ودون مقابل حقيقي. يقول بعض المعارضين بأنّه لا ينبغي إطلاق سراح بولاد في أيّة حالة، ويدّعي بعضهم بأنّهم كانوا سيوافقون على ذلك في ظروف أخرى. في كلتا الحالتين، هناك مفاجأة كبيرة في أنّ الولايات المتحدة قد أعربت عن استعدادها لإطلاق سراح الجاسوس في ظلّ الظروف الراهنة.