أدت رغبة والدين مسلمين من مدينة تولوز (فرنسا) في تسمية ابنهما المولود حديثا، “جهاد”، إلى تدخل النيابة العامة الفرنسيّة، خشية من أن يعاني الطفل من مضايقات بسبب اسمه.
رغم ذلك، فإن اسم “جهاد” مقبول في العالم العربي، ومعناه “الكفاح” أو “القتال دفاعا عن الدين والوطن” أي معناه إيجابي وغير ضار (كفاح داخلي ليصبح الإنسان أفضل). في الماضي، كانت هناك قائمة بالأسماء المسموح بها في فرنسا، ولكن في يومنا هذا يسمح القانون الفرنسي للوالدين بتسمية أطفالهم وفق رغبتهم، طالما أن الاسم لا يمس بالطفل ولا يعارضه أبناء العائلة الآخرين.
ولكن في هذه الحالة بدأ كل شيء عندما توجه الوالدان إلى مكتب تسجيل الأطفال في ضواحي تولوز لتسجيل ابنهما ومنحه اسما رسميا. سارع الموظفون الذين يعرفون المعنى السلبي لاسم “جهاد” إلى إبلاغ مكتب المدعي العام المحلي. في الوقت الراهن، يبدو أن على المحكمة لشؤون العائلة، أن تقرر إذا كان في وسع الوالدين ألا يغيرا اسم ابنهما المولود في شهر آب.
في الواقع، هناك حالات أخرى سُمي فيها أطفال في فرنسا “جهاد” ولكن ربما في ظل حالات الطوارئ الخاصة في فرنسا منذ الهجوم الإرهابي الخطير في شهر تشرين الثاني 2015، سيقرر القاضي أن هذا الاسم قد يلحق ضررا بالطفل ومعاناة، رغم أن معناه ليس سلبيا بالضرورة.
وفق التقارير في قناة BBC، في عام 2013 فُرض على امرأة فرنسية دفع 2.000 يورو وعقوبة السجن مع وقف التنفيذ بعد أن أرسلت ابنها إلى المدرسة وهو يرتدي قميصا مكتوبا عليه: “وُلد جهاد بتاريخ 11 أيلول”.
وثارت عاصفة أخرى بعد أن حاول والدون تسمية ابنهم على اسم الإرهابي محمد مراح ، مُنفذ العملية في المدرسة اليهودية في تولوز عام 2012، التي أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص.