إن ظاهرة الجمال التي تجتاز الشارع ليست ظاهرة نادرة في جنوب إسرائيل، ولكن عندما يدور الحديث عن طرق رئيسية تُصبح الظاهرة خطرا حقيقا. لقد قُتل ما لا يقل عن اثني عشر إسرائيليا، وأصيب العشرات، في العقد الأخير، بسبب اصطدام السيارات بالجمال.
ويحاول الكنيست الإسرائيلي الآن إيجاد حل لهذه الظاهرة. يلقي مشروع قانون لعضو الكنيست بتسلئل سموتريتس، بالمسؤولية على أصحاب الجمال، ويطالبهم بإجراء مراقبة لمنع وصول الحيوانات إلى الشارع. وأحد الاقتراحات المطروحة هو وصل عنق الجمال بجهاز نظام التموضع العالمي (GPS)، لمتابعتها، ومن ثم إرسال إنذار لأصحابها عند اقترابها من الشارع.
إضافة إلى ذلك، يطلب القانون بالاهتمام إلى الإشارة إلى أصحاب الجمال وتسجيلها تحت ملكيتهم. وإذا تمت الموافقة على القانون، سيكون كل صاحب قطيع من الجمال ملزما بوضع رقاقة إلكترونية على الجمال بهدف العثور عليها. فمن جهة، يجري الحديث عن تكلفة مالية ما وإلقاء المسؤولية على أصحاب الجمال، ومن جهة أخرى، يجري الحديث عن حل سيكون مجديا لأصحاب الجمال، لأن من شأن هذه الخطوة أن تمنع خسارة الجمال بسبب حوادث الطرق، وهذا يتيح أيضا منع سرقتها وذلك بفضل الجهاز.
بدأ جزء من مالكي الجمال في النقب، والذين غالبيتهم من البدو، باستخدام الجهاز، وهم راضون عنه. يتيح الجهاز لأصحاب الجمال تحديد المنطقة التي بوسع الجمال التنقل فيها، وعندما تبعد عن المنطقة المسموح به، يحصل أصحابها على إنذار إلى هاتفهم النقال.
هل ستتحوّل قريبا كافة الجمال في إسرائيل إلى جمال ذات نقاط إلكترونية صغيرة على جهاز الـ GPS؟ إذا كان الأمر كذلك، ربّما ستُنقذ حياة الكثيرين بفضل ذلك.