ما زالت السلطات الأمريكية تبحث في الدافع وراء المجزرة التي ارتكبها ستيفان بادوك، البالغ من العمر 64، أمس الاثنين، بعد أن قرر إطلاق النار من الطابق ال32 من فندق في لاس فيغاس نحو آلاف المحتفلين في عرض موسيقي، مسفرا عن مقتل 59 شخصا وإصابة 527، ما أدخله التاريخ كمرتكب المجزرة الأكبر في تاريخ أمريكا.
وما يعقد الصورة بالنسبة للمحققين هو أن بادوك قام بالانتحار مباشرة بعد ارتكاب الجريمة وأخذ سره معه. وبالنظر إلى ماضيه، فسجله خال من أي جنحة. وفي إجابة على سؤال الصحافيين حول الدافع الممكن لهذه العملية، قال رئيس الشرطة في محافظة كلارك، حيث وقعت المجزرة، إنه “عاجز عن الدخول إلى رأس مجنون”.
واتضح من خلال التحقيق مع عائلته أن بادوك مليونير كبير، اشتغل في مجال العقارات. وحسب أقوال شقيقه، كان مدمنا على القمار، وخاصة على لعبة البوكر. وأكدت السلطات الأمريكية أن بادوك لم يكن غارقا في ديون ما يمكنه أن يفسر فعلته.
وأضاف شقيقه أن بادوك لم يكن يولي اهتماما كبيرا لسياسة أو للدين. ولم يكن ينتمي إلى مجموعة محددة. “لقد كان أخي إنسان يحب المال والقمار والإبحار”. وقال إنه لم يتحدث معه لأكثر من 6 أشهر، وأن العلاقة الأخيرة مع العائلة كانت قبل أسبوعين، حيث فاجأ العائلة بشراء آلة رياضية لأمه.
ووجدت قوات الشرطة التي داهمت منزله 19 بندقية وآلاف العيارات النارية ومكونات لتحضير مواد متفجرة. وفي شقة أخرى كانت بملكه وجدت 23 بندقية أخرى. وكان بادوك قد استخدم جزءا من هذه البنادق لتنفيذ جريمته الشنيعة، وقد أدخل تغييرات على البنادق لتصبح آليه بشكل غير قانوني.
وأضافت السلطات أن والد بادوك كان مجرما معروفا، نفذ علميات سطو عديدة على بنوك في أمريكا، وحاول دهس رجل أمن أمريكي. وأُدرج الوالد على قائمة المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بعد أن قام بالفرار من السجن. وكتبت الشرطة في لافتات البحث عنه آنذاك إنه مجنون خطير للغاية.