جبريل الرجوب، رئيس الاتّحاد الفلسطيني لكرة القدم، هو أحد الأشخاص الذي يفرضون اليوم التهديد الأكبر على الشعب الإسرائيلي. تخشى إسرائيل خشية كبيرة من احتمال مقاطعة رياضية، وتقوم بكل ما بوسعها من أجل إقناع رئيس الفيفا جوزيف بلاتر، الذي يزور إسرائيل هذه الأيام، بكبح خطوات الرجوب.
ومع ذلك، فلم يُعتبر الرجوب دائما الشخصية الأكثر عدائية ضدّ الإسرائيليين في أوساط القيادة الفلسطينية. لقد شارك في حملة “مبادرة جنيف” عام 2010 لتعزيز حلّ سياسي متّفق عليه لإقامة دولة فلسطينية، حيث قال هنا، بعبرية طلقة: “أنا شريككم. أعتقد أنّ هناك فرصة تاريخية لنا ولكم. هناك قيادة فلسطينية، برئاسة أبي مازن، تلتزم بحلّ الدولتين لشعبين، وهناك إجماع في العالم العربي على الاعتراف بإسرائيل مقابل إنهاء الاحتلال”.
على مدى كل عملية “أوسلو”، اعتبر الإسرائيليون الرجوب شريكا في المفاوضات
تعلّم الرجوب عبريّته في السجون الإسرائيلية، حيث أقام فيها على مدى 17 عاما، منذ العام 1969 عندما اعتُقل لإلقائه قنبلة يدوية تجاه سيارة عسكرية إسرائيلية، وحتى عام 1985، عندما أطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى مع تنظيم أحمد جبريل.
مع إطلاق سراحه كان أحد النشطاء البارزين في الحركة الوطنية الفلسطينية في القدس، حيث طُرد من هناك إلى لبنان. ذهب الرجوب من لبنان إلى تونس، وهناك أصبح مقرّبا من خليل الوزير “أبو جهاد” وياسر عرفات. مع إقامة السلطة، عاد إلى الأراضي الفلسطينية وترأس جهاز “الأمن الوقائي”.
وفقا للادعاءات، فقد درّب أعضاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) والشاباك عناصر الرجوب في جهاز الأمن الوقائي
على مدى كل عملية “أوسلو”، اعتبر الإسرائيليون الرجوب شريكا في المفاوضات. وفقا للادعاءات، فقد درّب أعضاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) والشاباك عناصر الرجوب في جهاز الأمن الوقائي. خلال الانتفاضة الثانية ذُكر أن الرجوب نشط في إحباط العمليات الإرهابية ضدّ الأهداف الإسرائيلية. ولكن في عام 2001، قصفت إسرائيل منزل الرجوب بإطلاق قذائف دبابات، ولكنها زعمت بعد ذلك بأنّها لم تقم بذلك عمدًا.
عام 2002، عندما دمّرت إسرائيلي مقرّ الأمن الوقائي في بيتونيا، اضطرّ عناصر الرجوب إلى الاستسلام للقوات الإسرائيلية، وإخلاء المكان. أثار الأمر حفيظة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، والذي – بحسب ما ذُكر – صفع الرجوب على خدّه، لوّح أمامه بمسدّس وأقاله.
“أثار الأمر حفيظة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، والذي – بحسب ما ذُكر – صفع الرجوب على خدّه، لوّح أمامه بمسدّس وأقاله”
منذ وفاة عرفات، وخاصة عندما نُشرت تلك الحملة التي توجه فيها الرجوب إلى الإسرائيليين كـ “شريك للسلام”، أصبحت مواقفه المعلنة تجاه إسرائيل أكثر تطرّفا. لقد استخدم منصبه الجديد كرئيس لاتحاد كرة القدم من أجل إدانة إسرائيل في كل فرصة. بل إنه قال قبل بضعة أشهر إنّ هتلر لو علِم ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين، لكان بإمكانه التعلّم منهم.
ولا تزال مواقف الرجوب معقّدة بخصوص إسرائيل، وخصوصا عندما يتحدث بالعبرية. في مقابلة قدّمها بالعبرية لشبكة الإذاعة الإسرائيلية بخصوص قتل 11 رياضيا إسرائيليًّا في دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972، قال الرجوب: “أعتقد أنّها كانت مجزرة، وأنه كان إرهابا. كلّ العالم، وأنا كذلك، لسنا مستعدين للسماح لأنفسنا بأن يحدث أمر كهذا. لا أتمنى للاعبين الإسرائيليين أن يعانوا مثل ما يعاني الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي”.
https://youtu.be/fE_59_J1R38
في إحدى مرات ظهور الرجوب الأصعب في التلفزيون الإسرائيلي، واجه انتقادات قاسية من قبل فريق المحلّلين الإسرائيليين الذين أثاروا غضبه. واجه المحلّل إيهود يعاري ادعاء عرفات منذ العام 2000 والذي بحسبه فلن يكون أبدا هناك هيكل إسرائيلي في القدس. وكانت إجابة الرجوب: “القدس مقدّسة لكم، للمسيحيين وللمسلمين، وهناك على ذلك إجماع في الجانب الفلسطيني. نحن نعترف بالدين اليهودي”.