إضافة إلى ثمن الخسائر البشرية، إطلاق القذائف، الهجمات، الذعر واليأس، يُضاف أيضًا ثمن باهظ لحملة “الجرف الصامد” التي تدورهذه الأيام في قطاع غزة على المستوى الأساسي والاقتصادي. حسب التقديرات، سيضطر دافعو الضرائب الإسرائيليين إلى دفع 2.5 مليار شاقل لتغطية تكاليف الحملة الباهظة.
يقدّر الضرر الذي أصاب الجبهة الداخلية الإسرائيلية حتى الآن بثلاثة ملايين دولار، ويزداد المبلغ كلما استمرت الحملة. ويقدّر في نهاية الحملة، التي يمكن أن تستمر لعدة أيام أخرى، أن تضاعف التكلفة نفسها بـ 10 أضعاف، وستصل إلى 30 مليون دولار.
في حملة “عمود السحاب” التي جرت قبل سنة ونصف واستمرت تسعة أيام فقط، سُجل في الجبهة الداخلية حوالي 1,250 حالة إضرار بالممتلكات، ومن بينها مبان، مركبات، ومعدّات زراعية. كان يُقدّر حجم الضرر بمبلغ 15 مليون دولار. وكل هذا دون حساب الأضرار التي تنتج عن خسارة أيام العمل بسبب توقف المصانع عن العمل جنوب إسرائيل.
وتكلفة المعدّات الحربية نفسها باهظة. فتقدّر تكلفة منظومة “القبة الحديدية” للاقتصاد الإسرائيلي بمبلغ 70 مليون دولار. ويُقدّر ثمن كل صاروخ تطلقه المنظومة بمبلغ 50 ألف دولار. إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه قد أطلقت منذ بدء الحملة نحو إسرائيل 520 قذيفة، فإن التكلفة عالية جدًا.
مع ذلك، تعرف المنظومة أين ستقع الصواريخ المطلقة من غزة وهي لا تصد صواريخ ستقع في مناطق مفتوحة. ويُقدّر إجمالي عدد الصواريخ التي تم اعتراضها منذ بداية الحملة بحوالي 135 صاروخًا.
زد على ذلك، حسب تقديرات مجلة “ذا ماركر” الاقتصادية، فإن التكلفة اليومية للمنظومة الأمنية الإسرائيلية تطاول عَنان السماء. مثلا، تكلفة ساعة من ساعات طيران طائرة دون طيّار فوق غزة حوالي 1,500 دولار، وساعة من طيران طائرة عمودية 5,000 دولار، وساعة من طيران طائرة حربية 15,000 دولار.
يكلف تجنيد كل جندي من جنود الاحتياط لخزينة الدولة حوالي 130 دولارًا يوميًّا. إذًا، لو تحققت فعلا التوقعات بتجنيد 40,000 جندي احتياط، سيكلف تجنيد الاحتياطيين أكثر من 5 ملايين دولار في يوم واحد.