اجتمع في الكنيست اليوم (الإثنين) للمرة الأولى لوبي من نوّاب الكنيست من أجل الحفاظ على الإرث الثقافي ليهود البلدان العربية والإسلامية وتنميته. كان المبادر إلى هذا اللوبي هو النائبة كسانيا سبتلوبا من المعسكر الصهيوني، والتي عملت سابقا صحفية وباحثة متخصصة في الشرق الأوسط، وخصوصا في مصر.
في مستهلّ الجلسة ألقى رئيس القائمة العربية المشتركة، أيمن عودة، خطابا، والذي هو أيضًا عضو في اللوبي. قال عودة، من بين أمور أخرى، إنّهم في إسرائيل “يتحدثون كثيرا عن أهمية الثقافة التعددية في هذه الأيام، ومع الأسف يتحدثون أكثر من اللازم عن العرب من جهة واليهود من الجهة الأخرى… إنّ ثقافة يهود البلدان العربية، اليهود والعرب، هي مفتاح لخيار آخر: لماذا لا نتحدث عن ثقافة يهودية عربية متكاملة، مشتركة. فإنّ ثقافة يهود البلدان العربية لم تكن فقط ثقافة مجتمعية وتقليدية لهذه الجاليات الخاصة، وإنما أيضًا جزءًا من ثقافة المنطقة العربية بأسرها…”.
وقال أيضًا: “للأسف، فإنّ واقع دولة إسرائيل لم يسمح بهذا الثراء الثقافي، ليس فقط لأنّ هذه الثقافة اعتُبرت “أقلّ شأنًا”، وإنما لأنّها طمست الحدود التي حاولت الهيمنة الثقافية رسمها بين اليهود والعرب. كان ممنوعا التصوّر بأنّ اليهود والعرب يمكنهم الاستفادة من نفس الثقافة المشتركة. هذا هو السبب في كوننا ملتزمين، من أجلنا، من أجل مستقبلنا، في تمجيد هذه الثقافات المنسية، والتي كانت فيها ثروة كبيرة فُقدت معظمها”.
وقد نُشرت كلمات عودة المؤثرة على صفحة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في الفيس بوك، وأثارت ردود فعل مؤيدة من العديد من اليهود الذين تعود أصولهم أو أصول عائلاتهم إلى البلدان العربية، وشعروا بأنّ كلمات عودة قد لامستهم بشكل شخصيّ، وأعربوا عن أملهم بالتغيير الحقيقي في تصوّر الثقافة الشرقية في إسرائيل، وفي الاحتمالات الكامنة فيها من أجل التقارب بين اليهود والمسلمين في إسرائيل.