يزور رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الولايات المتحدة بهدف كبح التقارب بين الولايات المتحدة والغرب وبين إيران، وإقناعهم أن التهديد الإيراني ما زال قويًا. ويبدو أن نتنياهو سوف يقدم “معلومات استخباراتية جديدة” فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي وسوف يشير إلى رواية الجاسوس الإيراني في إسرائيل.
قبل ساعات معدودة من وصول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، بهدف “إزالة القناع” عن وجه إيران – أعلن الشاباك أنه قد نجح في اعتقال عميل أجنبي إيراني يُشتبه بأنه حاول جمع معلومات عن إسرائيل. ويدعي محللون إسرائيليون أن توقيت نشر فضيحة اعتقال الجاسوس في هذا الوقت لم يكن صدفة.
وكتب ألكس فيشمان من “يديعوت أحرونوت” قائلا “إن الأجهزة الأمنية لا تسرع إلى كشف فضائح التجسس بمبادرة منها. شبكة التجسس هي ورقة ميدانية أهم من أن يتم الاتجار بها علنيا – إلا إذا كانت هناك مصلحة عملية أو سياسية هامة بشكل خاص تستلزم مثل هذا الكشف”.
المصلحة السياسية التي تقف من وراء نشر الفضيحة شفافة تماما، وهي إرباك الإيرانيين كرد على حملة العلاقات العامة الناجحة التي أجراها الرئيس روحاني في الولايات المتحدة. ليس صدفة أنه قد تقرر إبراز صور مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب، من بين الصور الكثيرة التي جمعها الجاسوس.
إن الإشارة إلى الولايات المتحدة هي أن الإيرانيين يبتسمون ولكنهم يحددون أهدافًا أمريكية. وقد كشف الشاباك أيضا النقاب عن أسماء المشغلين، وهذه إشارة إلى الإيرانيين، والتشديد على اسم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس لم يكن صدفة، فهذا هو الرجل الذي يعتبره الأمريكيون صاحب أكبر تأثيرا على الزعيم الروحي خامينائي.
ففي حين تعتمد الولايات المتحدة على سليماني كالرجل الذي يشكّل مع روحاني جسرًا لتسوية العلاقات بين إيران والغرب، تكشف إسرائيل “وجهه الحقيقي”.
وفي إسرائيل يأملون في أن الإنجاز الكبير الذي أحرزه الشاباك في الكشف عن محاولة تعزيز مكانة فيلق “القدس” في إسرائيل سيؤدي إلى إنجاز سياسي هام، بحيث يتمكن نتنياهو من أن يكشف لأوباما الهوة بين تصريحات إيران وبين نواياها الحقيقية.
وكما ذُكر آنفًا، يصل نتنياهو إلى الولايات المتحدة والبرنامج النووي الإيراني يتصدر أولوياته السياسية. وفي حين تطالب إسرائيل أن تتوقف إيران تماما عن تخصيب اليورانيوم، سيصر نتنياهو على ألا تغيّر الولايات المتحدة موقفها المعارض للسماح لإيران بتخصيب اليورانيوم، حتى وإن فتحت الأخيرة تماما المواقع النووية أمام مراقبة الوكالة الدولية للطاقة النووية.
وفي هذه الأثناء، أوضحت مصادر في وفد رئيس الحكومة إلى الولايات المتحدة أن “الهدف هو جعل المؤثرين على الرأي العام في العالم ألا ينبهرون من أقوال روحاني المسالمة. لا يمكن أن يقبل الجميع أقواله من دون أن يسألوا لماذا تواصل إيران في الوقت ذاته تطوير السلاح النووي؟”.