لم تثر الزيارة المرتقبة لوفد حكومة التوافق الفلسطينية بقيادة رئيس الحكومة رامي الحمد الله آمالا كبيرة في قلب أحد. أعلنت حركة حماس مسبقا أنّ “غزة لم تعد تحتمل أي زيارات بروتوكولية”، محاولة بذلك الإشارة إلى الحمد الله بأنّه لا معنى للقيام بالزيارة إذا لم تكن السلطة الفلسطينية ستقدّم خلالها بشرى حقيقية للغزّيّين.
وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري إنّ نجاح الزيارة “مرهون بتوفر الإرادة السياسية وإنهاء سياسة التهميش والتمييز التي تتعرض لها غزة من قبل الحكومة”. وحذّر بأنّه إذا ما لم تتحقّق هذه الشروط، فمن المرتقب أن تؤدي الزيارة إلى نتائج معاكسة تماما.
حماس واثقة بأنّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يخرّب متعمّدا جهود إعادة إعمار غزة وفتح المعابر من أجل الضغط عليها للتوصل إلى مفاوضات مع السلطة وهي تحت ضغط هائل.
وبدلا من رام الله، يوجّه مسؤولو حماس أنظارهم باتجاه الرياض، حيث من المتوقع أن يزورها وفد رفيع المستوى من الحركة في الأيام القريبة. تعلّق حماس آمالا كبيرة على أن يضغط الملك سلمان على الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي لإحداث تغيير حقيقي في السياسة التي يمارسها تجاه غزة وأن يفتح معبر رفح بشكل منتظم.
في الوقت الراهن، بينما يجثو سكان غزة تحت ثقل هذا العبء وينتظرون الإغاثة، يتفاخر أعضاء حماس بإنجازات خيالية جدّا. فقد عرض موقع الرسالة المنتمي لحماس مقالا رئيسيا تحت عنوان “غزة “المأزومة” تحتفظ بعدد من مفاتيح المنطقة”، ووُصفت فيه الجهود الدولية الهائلة التي يتمّ اتّخاذها من أجل التخفيف من معاناة سكان القطاع. لو قرأ أي شخص ليس على دراية بما يحدث هذا المقال، كان سيظنّ بأنّ غزة أهم من القاهرة، من الرياض ومن واشنطن أو القدس بالنسبة للعلاقات الدولية في منطقة الشرق الأوسط.