توفي أمس (السبت) الحائز على جائزة نوبل للسلام، إيلي فيزيل، عن عُمر 87 عامًا. كان فيزيل أديبًا معروفًا وناجيًا من معسكرات اعتقال النازيين في الحرب العالمية الثانية.
“الصمت يشجِّع الجلّاد، لا الضحية على الإطلاق. علينا التدخُّل حين تكون حياة البشَر في خطر، حين تكون كرامة الإنسان في خطر، تصبح الحدود الوطنية غير ذات قيمة”
اختير فيزيل، الناجي من الذي فرّ إلى الولايات المتحدة في نهاية الحرب العالمية الثانية، كأحد الأشخاص المئة الأكثر تأثيرًا في العالم من مجلة “تايم”. وكان قد وضع 47 كتابًا والعديد من المقالات، عاملًا كبروفسور في جامعة بوسطن، وحاصلًا على أكثر من مئة دكتوراه فخرية من جامعات في أنحاء العالم.
اشتُهر للمرة الأولى بفضل كتابه “ليل” الذي نُشر في الخمسينات، تُرجم إلى لغات عديدة، وأصبح من أكثر الكُتب مبيعًا. يروي “ليل” قصّة نجاته من الحرب العالمية الثانية، ويُعتبَر أحد أهم التوثيقات لفظائع المحرقة.
كرّس فيزيل حياته ليُحاضِر في أرجاء العالم ضدّ اضطهاد الشعوب، العروق، والمجموعات المستضعَفة في العالم. “هل تعلّمنا من المحرقة ؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف لا يزال الأسد يحكُم؟” تفوّه فيزيل بهذه الكلمات في زيارته لمتحف الهولوكوست برفقه صديقه الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
عام 1986، حين حاز على جائزة نوبل للسلام، قال فيزيل في خطابه: “الصمت يدعم الجلّاد، لا الضحية على الإطلاق. علينا التدخُّل أحيانًا – حين تكون حياة البشَر في خطر، حين تكون كرامة الإنسان في خطر، تصبح الحدود الوطنية غير ذات قيمة”.
“أصبحت الذكرى الواجب المقدس لجميع البشر ذوي الإرادة الحسنة”
رثاه أوباما أمس قائلًا: “كان إيلي فيزيل أحد الأصوات الأخلاقية الكبيرة في زماننا، وبمفاهيم عديدة ضمير العالم. لقد كان أحد الأشخاص الذين غيّروا العالم كمواطنِ في العالم، أكثر من أولئك الذين يتولون مناصب رسمية ومراكز قوّة تقليدية. حياته، والقوّة الكامنة في مثاله، يُلحّان علينا أن نكون أفضل. يُحظَر علينا أن نتصرف كمتفرّجين على الظلم أو أن نكون لا مُبالين تجاه المعاناة”.
أضاف أوباما حول اختبار حدث خلال زيارتهما المشترَكة إلى المعتقَل النازي الذي احتُجز فيه فيزيل كشابّ يهوديّ: “بعد أن ذهبنا معًا على طول الجدار الشائك وأبراج الحراسة في معسكر الاعتقال بوخنفالد، الذي احتُجز فيه حين كان شابًّا، ولاقى والدُه حتفَه فيه، قال إيلي جملة لا أنساها: «أصبحت الذكرى الواجب المقدس لجميع البشر ذوي الإرادة الحسنة»”.