تكشف مقابلة نادرة ومخفية، ظهرت مؤخرا في إسرائيل في إطار فيلم توثيقي عن دافيد بن غوروين، تفاصيل جديدة وشخصية عن الشخصية السياسية الأهم في تاريخ إسرائيل، معلن إقامتها عام 1948 وقائدها حتى عام 1963. وأبرز ما ورد فيها هو حديث بن غوروين عن أهمية تحقيق الشعب اليهودي لقبه من التوراة “الشعب الخاص”، وذلك برقيه الأخلاقي والإنساني.
وقد اكتشف معدو الفيلم الوثائقي الإسرائيلي حقيقة المقابلة في إطار تفتيشهم عن مواد أرشيف عن بن غوريون. ووصل هؤلاء إلى المقابلة التي أجريت مع بن غوريون بعدما اعتزل السياسة وانتقل إلى النقب بعيدا عن حياة المدينة، وكانت المقابلة قد أجريت مع منتج أفلام أمريكي لصالح فيلم بريطاني عن بن غوروين اسمه ” 42:6″ في أعقاب حرب 1967.
وتظهر إلى جانب بن غوريون، في المقابلة النادرة، زوجته بولا، التي أعربت عن معارضتها لفكرة اعتزاله السياسة لأنه، بحسب رأيها، لا يقدر على العيش خارج السياسة. وفي حديث شخصي قالت بولا إنها كانت المسؤولة عن تربية الأولاد، وهي مسرورة لأنها نجحت في ذلك رغم الفقر الذي كان من نصيب الزوجين.
ويمكن للمشاهد أن يرى في الفيلم شخصية بن غوروين بعدما اعتزل السياسة وانتقل إلى الفلاحة في كيبوتس، سديه بوكير. ويظهر بن غوروين هناك إنسانا بسيطا، يعيش حياة فلاحة ولا يطمح للشهرة أو المادية.
وقد أكثر بن غوروين الاقتباس من التوراة وأحاديث الأنبياء، وحديثه عن أهمية تحقيق الشعب الإسرائيلي ما كتب عنه في العهد القديم، وهو وصف الله له ب “الشعب الخاص”. وشدد في حديثه على أنه يجب على الشعب اليهودي أن يتحلى بالنزاهة، والحق، وتقديم العون للآخرين، ومحبة الغير كي يحقق هذا الهدف الأسمى. وحينما سئل إن كانت إسرائيل تحقق ذلك، عام 1969، فكان جوابه “ليس بعد”.
https://www.facebook.com/arutz8/videos/1026292110818251/
وهذه الأقوال صدرت عن رئيس حكومة اتخذ قرارات قاسية، بعضها لا يرتقي إلى مستوى الأخلاقيات التي تحدث عنها، مثل تهجير العرب عام 1948، وفرض الحكم العسكري بعد إقامة دولة إسرائيل إلى عام 1956.
وقد قال بن غوروين في المقابلة “لو كانت أمامي فرصة الاختيار بين السلام والأراضي التي احتللناها عام 1967، لكنت اخترت السلام، باستثناء منطقتين، وهما القدس والجولان”.
يذكر أن بن غوريون توفي بعد شهر على حرب عام 1973، وحتى ذلك اليوم ظل يتحدث عن رؤياه الخاصة لفكرة “الشعب الخاص”، ويذكر له حديث عام 1971 في الكنيست حيث قال “مكانتنا الدولية لن تحددها ثروتنا المادية، ولا بطولاتنا العسكرية، إنما نورنا الأخلاقي”.