بعد 75 سنة من اندلاع الحرب العالمية الثانية، تم العثور على مواقع غرف الغاز في معسكر الإبادة في سوبيبور، من خلال الحفر الأثري. وإلى جانب غرف الغاز، وجدت وثيقة زواج، وقد كُتب عليها “أنت مقدسة لي”.
لقد تم العمل في غرف الغاز حتى عام 1943، وقد قُتل في معسكر الموت ما يقارب الـ 250 ألف يهودي. وقد قالَ باحثون خبراء في مجال هذه الكارثة إن اكتشاف مواقع غرف الغاز، بشكل دقيق، في معسكر سوبيبور هو أمر في غاية الأهميَّة في مجال البحث المتعلق بالكارثة.
لقد لوحظت، أيضًا، وللمرة الأولى، الخطوات التي مر بها اليهود، في هذه الغرف، حتى قُتلوا في ذلك المعسكر. إضافة إلى ذلك، فإن معرفة الحجم الدقيق لغرف الغاز، يشير إلى كمية استيعاب تلك الغرف لأعداد اليهود، وانطلاقًا من هذه النقطة، يمكن تقييم، بشكل أكثر دقة، عدد القتلى في معسكر سوبيبور.
لقد بدأت الحفريات الأثرية في معسكر الإبادة عام 2007، وفي إطار الحفر، على مدار السنين، تم اكتشاف آلاف التفاصيل الشخصية في معسكر سوبيبور، ومنها: خواتم، قلائد، حلق، مجوهرات، عطور، أدوية، أدوات للطعام وغيرها.
وقد اكتشف أيضًا، هذا الأسبوع، بئر ماء كان قد استُخدم في المعسكر رقم 1 حيث حصلت الجريمة. وقد وجدت فيه أغراض شخصية كثيرة لليهود، حيث قام الألمان بتعبئة البئر بتلك الأغراض بعد تنفيذ عمليات الاغتيال في المعسكر.
يتواجد معسكر الإبادة سوبيبور بالقرب من قرية ومحطة القطار التابعة لسوبيبور، في الجزء الشرقي لمنطقة لوبلين في بولندا. لقد أقيم هذا المعسكر في شهر نيسان عام 1942، في نفس الفترة الّتي أنشأ فيها معسكر تريبيلينيكا.
بعد تمرد الأسرى في المعسكر، بتاريخ 14 تشرين أول عام 1943، وقد عُرف هذا التمرد بأنه الوحيد الذي حقق نجاحًا في الحرب العالمية الثانية، قرر الألمان إزالته، فقد بقي مكشوفا، لكن دون أن تظهر عليه سمات تشير إلى أنه كان معسكر إبادة.
لقد قام الباحثون بالاعتماد على شهادات الناجين من معسكر الإبادة بالحصول على معلومات حول ما جرى فيه، وقد أبدت تلك الشّهادات معلومات محدودة حول قسم من المعسكر، وبالتالي فإن الرجوع إلى المعسكر بكامله ليس ممكنًا.