في ظل التوتر الكبير بشأن تصريحات جون كيري حول “الأبارتهايد”، نشرت وزارة الخارجية الأمريكية أمس (الأربعاء) تقريرًا خطيرًا حول الإرهاب لعام 2013، يشمل انتقادات لاذعة ضدّ إسرائيل. وذكر التقرير جرائم الكراهية لنشطاء من اليمين المتطرف إلى جانب المنظمات الإرهابية الفلسطينية، كما جاء فيه أن إسرائيل لا تعمل ما يكفي لاعتقالهم.
ويتبيّن من هذا التقرير السنوي أن نشطاء اليمين المتطرف قاموا بنحو 400 هجوم أدى إلى إصابة فلسطينيين بجروح. وجاء في التقرير أيضًا “تتواصل هذه الهجمات ضد الفلسطينيين والمساجد دون محاكمة أحد تقريبًا”.
أشار التقرير إلى أنه في العام 2013 سُجل ارتفاع في عدد الاعتداءات على الأملاك والهجمات العنيفة من قبل أفراد أو مجموعات يهودية – حتى داخل منطقة الخط الأخضر. وذكر التقرير أنه تم تدنيس خمسة مساجد وثلاث كنائس في القدس وأنحاء الضفة الغربية.
ومن المتوقع أن يشكّل هذا التقرير حلقة أخرى من بين سلسلة طويلة من التوتر الآخذ بالازدياد بين إسرائيل وواشنطن. فقبل أيام تم تسجيل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وهو يحذّر خلال حديث مغلق من تحوّل إسرائيل إلى دولة أبارتهايد. إلا أن كيري اعتذر عن ذلك خاصة بعد الانتقادات من جهة إسرائيل.
يُسلط تقرير الإرهاب الأمريكي الضوء وبشكل مباشر على عمليات “تدفيع الثمن”، مثل تلك التي وقعت صباح أمس (الأربعاء). إذ تم رسم شعارات ضد العرب على مسجد في قرية الفرديس (شمال إسرائيل)، كما تم ثقب إطارات العديد من السيارات. “اتسعت في العام الماضي رقعة أعمال العنف والاعتداءات على الأملاك من قبل أفراد ومجموعات يهودية من الضفة الغربية إلى إسرائيل”، كما جاء في التقرير. ورغم ذلك، أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن حكومة إسرائيل أقامت وحدة شرطية جديدة للتحقيق في جرائم “تدفيع الثمن”.
خلال السرد الشامل حول التهديدات الإرهابية ضد إسرائيل عام 2013، تبيّن أن ستة إسرائيليين قُتلوا نتيجة أعمال إرهابية، ثلاثة طعنًا، اثنان نتيجة إطلاق قناص النار عليهما في حين تم اختطاف آخر وقتله.
من جهة ثانية، أشار التقرير إلى تسجيل انخفاض ملحوظ في عدد القذائف الصاروخية التي تُطلق باتجاه إسرائيل. وحسب التقرير، ففي العام 2013 تم إطلاق 74 صاروخًا وقذيفة مقارنة بإطلاق 2557 عام 2012، وهذا هو أدنى عدد خلال عقد.
نشر جهاز الأمن الإسرائيلي العام “الشاباك” مطلع العام تقريرًا حول 1271 حادثًا إرهابيًّا ضد إسرائيليين في الضفة الغربية، من بينهم 858 حادثًا لإلقاء زجاجات حارقة، بينما تشمل الأحداث الأخرى إطلاق نار، طعنات، عبوات ناسفة وإلقاء الحجارة. وحسب تقرير الشاباك، فإن عدد العمليات تضاعف في الضفة الغربية على الرغم من الانخفاض في عدد الإصابات.