“إذا كانت التقارير صحيحة، فانتقلت إسرائيل ليلة السبت (أمس) من مرحلة الكلام إلى مرحلة الأفعال بكل ما يتعلق بالوجود الإيراني في سوريا” هذا ما يتضح اليوم صباحا (الأحد) من تقديرات أحد كبار المحللين في صحيفة “إسرائيل اليوم” المقرّبة من نتنياهو، فأن الهجوم الذي نُسب إلى سلاح الجو قد “وضع خطا أحمر واضحا يفيد أن إسرائيل جادة في نواياها بعدم السماح لإيران بأن تتمركز في سوريا”.
ووقع هذا الهجوم بعد أشهر عديدة أوضحت فيها إسرائيل أنها لن تقف مكتوفة الأيدي في ظل الجهود الإيرانية الرامية إلى إقامة قواعد عسكرية إيرانية في سوريا.
ويمكن اعتبار هذا الهجوم في الوقت الحاليّ بمثابة إشارة من إسرائيل إلى إيران ومضيفها في سوريا، نظام الأسد، ولكن أيضا إلى القوى الإقليمية، بما في ذلك روسيا وتركيا، اللتان شاركتا في مؤتمر سوتشي في الأسبوع الماضي لمناقشة نهاية المعركة في سوريا.
وفي الآونة الأخيرة، لم يخفِ رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، معارضتهما ضد التدخل الإيراني المتزايد في سوريا. وتخشى إسرائيل من أن تحاول إيران كسب المزيد من سوريا بعد نجاح النظام في الصمود في ظل الحرب الأهلية. ويقدّر عاموس هرئيل، المحلل الإسرائيلي البارز في صحيفة “هآرتس” أنه: “من بين أمور أخرى، بدأ الإيرانيون بإنشاء قواعد عسكرية، نشر الميليشيات الشيعية التي تعمل بتمويل إيران وبموجب تعليماتها، وإجراء مفاوضات بشأن منح الإذن ببناء قاعدة جوية، وحتى ميناء بحري إيراني”.
وأضاف أن “سوريا أصبحت الآن في مرحلة انتقالية: فبقاء النظام بات مضمونا إلى حد معيّن، بفضل الدعم العسكري من روسيا، إيران، وحزب الله. هذا هو الوقت الذي تُوضَع فيه القواعد الجديدة للعبة. ويبدو أن إسرائيل، حتى في العمليات السابقة المنسوبة إليها، تتدخل بقوة في الأماكن التي تتجاهل فيها القوى العظمى التحذيرات التي وجهتها إليها عبر القنوات الدبلوماسية ووسائل الإعلام”.
ومع ذلك، لا يزال هناك سؤالان مفتوحان وهما كيف ستتصرف إيران على المدى الطويل ضد الهجمات على القواعد العسكرية، وهل ستواصل روسيا تجاهل الهجمات في سوريا؟