المستوطِنون ضدّ الجيش. ثقب مستوطنون مجهولون من مستوطنة يتسهار صباح اليوم (الأحد) سيّارة قائد لواء شمال الضفة الغربية في الجيش الإسرائيلي، يوآف يروم، الذي زار المستوطَنة. وهذه هي المرّة الثانية التي يحدث فيها أمر كهذا في المستوطَنة نفسها. فقبل ثلاثة أشهر، ثقب المستوطِنون دواليب سيّارة يروم للمرة الأولى.
في المرّة الأولى التي ثُقبت فيها دواليب سيّارته، كان يروم في لقاءٍ دوريّ مع المستوطِنين، وتناقش معهم حول طرق حماية المستوطَنة من الهجمات الإرهابية. لكن يبدو مجدّدًا أنّ الجيش، الذي يريد حماية المستوطِنين من الفلسطينيين، يستصعب حماية نفسه من المستوطِنين.
ردّ وزير الدفاع، موشيه يعلون، بشدّة على الحدث. فحسب تعبيره، “الأمر إرهاب بكل معنى الكلمة. علينا اقتلاع ظواهر كهذه من جذورها ومحاربتها حربًا ضروسًا. سنعمل بجميع الوسائل لوضع أفراد هذه المجموعة المتطرفة الهامشيّة والعنيفة خلف القضبان والأقفال”.
وجاء عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أنّ “الجيش ينظر بعين القلق الشديد إلى أعمال من هذا النوع. إنّ المس بقادة الجيش الإسرائيلي وجنوده، الذين يعملون نهارًا وليلًا لحماية سكّان دولة إسرائيل، هو اجتياز للخطّ الأحمر”. أمّا الناطق باسم مستوطَنة يتسهار فقد نشر إدانة خجولة، غامزًا بوضوح من قناة المنفَّذين. وجاء في الردّ: “نعارض هذه الأعمال ونسعى لمنعها. ولكن بالتباين، لا يمكن تجاهُل التجاوُر الكبير مع عملية هدم بيت أسرة لزر، والعاصفة التي نجمت عن ذلك”.
هُدم بيت أسرة لزر من مستوطنة يتسهار قبل أربعة أيّام. ووفق المستوطِنين، كان يُفترَض تدشين البيت اليوم. وعبّر رؤساء جمعيّات المستوطِنين عن سخطهم لأنّ دولة إسرائيل تفرض قوانين البناء على المستوطِنين تحديدًا، فيما تتجاهل عمل الفلسطينيين في هذا السياق.
في السنوات الماضية، ينتهج مستوطِنو يتسهار وجوارها سياسة التخويف والتهريب، سواء حيال جيرانهم الفلسطينيين، أو حيال الجيش. فقبل بضع سنوات، جرى ضبط المستوطِنين يحرقون سيّارة فلسطينية يوم السبت، الذي يُمنَع فيه على اليهود إشعال النار وفق الشريعة. وقبل سنتَين، صرّح رئيسُ الشاباك، يورام كوهين، أنّ “مستوطِني يتسهار يسبّبون الرعب والخوف للحكومة الإسرائيليّة”.