بات الجيش الإسرائيلي يُدرك بأن مُعادلة الوحدات المُختلطة – مجندون ومجندات – هي مُعادلة ناجحة. القوة النسائية المُقاتلة تجلب معها حكمة القتال وكذلك قوة المُحارب الذكر تجلب معها القدرة على الاحتمال والقوة الجسدية. هاتان الميزتان هامتان جدًا اليوم أهم من أي وقت مضى لحماية أطول شريط أمني في إسرائيل، منطقة العربا (جنوب إسرائيل).
طرأ ارتفاع كبير، وفقًا لتقارير الجيش، في العامين الأخيرين على التحاق الإناث والمُجندات بالوحدات القتالية. الكتيبة الجديدة التي حصلت على اسمها “الهراني”، النمر، هي في الواقع الكتيبة الثالثة التي يخدم فيها مُحاربون ومُحاربات جنبًا إلى جنب. ما عدا هذه الكتيبة، التي لا تزال في المراحل الأولى من تشكيلها، هناك كتيبتان مُختلطتان أخريان: كتيبة “كاركل” وكتيبة “أسود ولبوات الأردن”.
بدأت عملية التجند لكتيبة النمر في آب من هذا العام (2015) ويُتوقع أن تكون كتيبة المُشاة المسؤولة عن أمن منطقة العربا. يؤمن قادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي أن أول دفعة من هذه الكتيبة ستبدأ في مراحل مُتقدمة من تدريبها كوحدة قتالية للتدرب في العربا، وستتأقلم مع ظروف المنطقة المُتغيرة والصحراوية أساسًا.
اتُخذ القرار في الجيش الإسرائيلي لتشكيل هذه الكتيبة على ضوء تزايد عدد الإناث اللواتي يطلبنّ الالتحاق بوحدات قتالية. ستستمر، في السنوات القريبة، موجة تشكيل الوحدات المُختلطة وهذا نظرًا للدافعية الكبيرة لدى الإناث للتمرن في الوحدات القتالية. لوحظت، خلال استطلاع طال مُجندات جديدات في تشرين الثاني 2014، زيادة بنسبة من عبّرن عن رغبتهن بالالتحاق بوحدات قتالية. أجابت 28% من الشابات، خلال استطلاع آخر أُجري عام 2013، أنهنّ معنيات بالانخراط في وحدات قتالية، وهذه نسبة باتت ثابتة في العقد الأخير. في عام 2014، قفزت النسبة إلى 41%.
ربما حصلت الكتيبة على اسم، ولكن لم يتقرر بعد ماذا سيكون لون قبعتها أو من سيشكل طاقم قيادتها. تُشدد قيادة الجيش الإسرائيلي، بما أن الكتيبة تتكون من 50% من المُحاربين و 50% من المُحاربات، على اتباع نهج من المساواة في عملية بناء الكتيبة. حيث تم التشديد على وجود قيادة مُختلطة مُشتركة، تتكون من ضباط وضابطات في القيادة، وعن الإعداد لبنية تحتية جندرية مُريحة للجنسين. هناك مسألة مركزية أُخرى تتعلق بالدمج الجندري وهي مُلاءمة المعدّات. قبل تجنيد المُحاربات، تهتم الكتيبة بالمقاييس المُلائمة، السترات المناسبة لجسم المرأة ومعدّات أُخرى. كما وستعمل الكتيبة وفق معيار الجهد الذي خُصص للمُحاربات وليس وفق معيار الجهد الجسدي للمُحاربين.