حقيقة أن أم الفحم هي مدينة إسرائيلية، لا تمنع بأن تصبح هذه المدينة معقلا للتطرف الديني. فقد شهدت أمس البلدة ذروة الخلاف بين المتطرفين والمعتدلين، بعد أن ألقيت ثلاث زجاجات حارقة باتجاه القاعة التي أجريت فيها الأمسية الغنائية التي قدمها مطربون رجال ونساء أمام جمهور مختلط. وفق أقوال الشرطة، شارك في الأمسية نحو 500 مواطن ولكن لم يتعرض أحد للضرر. باشرت قوات الشرطة بعمليات مسح في المدينة سعيا للعثور على المشتبه بهم بارتكاب العملية. وفق أقوال جهة مطلعة على تفاصيل التحقيقات في الحادثة، وصل ملقو الزجاجات الحارقة إلى المركز الجماهيري الذي أقيمت فيه الأمسية وهم يركبون درجات هوائية وفروا بسرعة من المنطقة.
هذا الأسبوع، وردت تقارير في صحيفة “هآرتس” حول الخلافات التي تثيرها فرقة سيراج في أم الفحم. أعلنت رابطة الأئمة في المدينة أنها تعارض عروض الفرقة، لأن أعضاءها هم من الرجال والنساء، ولأنها تُعرض أمام جمهور مختلط أيضا. أوضح رئيس رابطة الأئمة، الشيخ مشهور فواز قائلا: “تتعارض هذه الأعمال مع قوانين الشريعة، الثقافة الإسلامية، والعادات التي يستند إليها المجتمع في المدينة”. بالمقابل، اتهم المواطنون العلمانيون الأئمة بالإكراه الديني.
قال أحد المشاركين في الاحتفال: “كان الاحتفال رائعا، وكانت القاعة مليئة، إذ شارك فيه نحو 500 شخص. هناك عدد قليل من عناصر داعش، وآمل أن تعاقبهم الشرطة بموجب القانون. نحن نرفض أن يعيشوا بيننا. منذ أسبوع يدور جدال حول الموضوع، والشرطة تعرف من هم هؤلاء الأشخاص. فهم يشكلون خطرا ليس علينا فحسب، بل على كل مواطني الدولة، عربا ويهودا”.
قال عضو الكنيست يوسف جبارين الذي شارك في الأمسية إن “الأمسية كانت من الأمسيات الثقافية الأكثر نجاحا في أم الفحم. رغم أن الزجاجات الحارقة لم تلحق ضررا بالأمسية، إلا أن الحديث يجري عن حالة خطيرة جدا ويجب معاقبة المجرمين. المجتمع العربي هو مجتمع متنوع، ولا مكان لإملاء الآراء والأفكار على الآخرين. تنتهي كل محاولة كهذه بالعنف”.