أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم (الإثنين) صباحا أنه في أعقاب إطلاق النيران في بداية الأسبوع على قواته بالقرب من الحدود الجنوبية في هضبة الجولان، شن سلاح الجو هجوما في الليل على جنوب هضبة الجولان السورية. وفقا لبيان الجيش، شنت طائرات الجيش الإسرائيلي هجوما على منشآت تابعة للتنظيم الإرهابي داعش في جنوب هضبة الجولان.
وفق أقوال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، كانت تهدف الغارات الإسرائيلية إلى إلحاق ضرر بمنشاة عسكرية مهجورة، استخدمتها في الماضي قوات الأمم المتحدة ولكن يستخدمها الآن التنظيم لشن هجوم على الجيش الإسرائيلي وكمركز لنشاطاته بالقرب من الحدود.
لا شك أن الحادثة في هضبة الجولان خطيرة ولكنها ليست مفاجئة. منذ أربع سنوات تقريبا كان من الواضح للجيش الإسرائيلي أن الحدود في هضبة الجولان تتعرض لتغيير هام.
وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن تنظيمات مختلفة تقترب من الحدود ومن ثم تكون قادرة على مهاجمة إسرائيل. قام الجيش الإسرائيلي وقيادة الشمال بحملة لتعزيز السياجات، ونُشرت وسائل مراقبة وتحذيرية متقدمة على طول الحدود. وجاء كل ذلك في أعقاب التقديرات أن تنظيمات إسلامية متطرفة ستصل إلى الحدود، وفي ظل غياب حكم مركزي في سوريا، ستعمل من تلك المناطق ضد إسرائيل.
https://www.youtube.com/watch?v=JjdWlly6xFA
كان لواء “شهداء اليرموك” الذي نفذ الهجوم أمس (الأحد) في بدايته ذراعا عسكريا لتنظيم القاعدة، وفي مرحلة ما أعلن مبايعته تنظيم داعش. منذ ذلك الحين، تعمل عناصره في جنوب هضبة الجولان. فهم يتجولون في القرى وبحوزتهم أسلحة ومعدّات عسكرية.
ويقدّر محللون عسكريون إسرائيليون هذا الصباح أنه إذا تحوّلت الحادثة في جنوب هضبة الجولان من حادثة لمرة واحدة إلى ظاهرة أكثر انتشارا، فقد يواجه الجيش الإسرائيلي مشاكل.
على الأمد البعيد، ستفحص إسرائيل إذا كان الحديث يدور الآن عن نقطة تحوّل في الواقع السائد في الحدود. لقد مر أكثر من خمس سنوات ونصف منذ أن اندلعت الحرب الأهلية السورية، وقد نجحت تنظيمات الثوار في السنوات الثلاث الأخيرة في السيطرة بشكل كامل تقريبا على منطقة الحدود. الجيش السوري منتشر في الجولان في ثلاثة مواقع: مدينة القنيطرة الجديدة، البعيدة قليلا عن الحدود، قرية حضر الدرزية، وفي سفوح جبل الشيخ الشرقية.
“تسيطر مليشيات محلية في معظم المناطق وهناك “تفاهمات غير رسمية” بين معظمها وبين إسرائيل. فهي تحافظ على الهدوء في الحدود وتبعد تنظيمات الثوار المتطرفين، وعلى رأسهم تنظيم جبهة النصرة المنتمي للقاعدة، وفي المقابل تهتم إسرائيل بتقديم علاج طبي وأحيانا بنقل الأدوية، الملابس، والأطعمة لسكان القرى. المنطقة الاستثنائية هي المنطقة الجنوبية، القريبة من المثلث الحدودي مع الأردن، والتي يسيطر عليها لواء “شهداء اليرموك” المعروف، والذي أعلن في السنتين الماضيتين مبايعته لتنظيم داعش” وفق أقوال المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”.
سواء خطط نشطاء “شهداء اليرموك” مسبقا لاستهداف قوات الجيش الإسرائيلي أو أنهم اغتنموا فرصة بسبب وجود القوات بالقرب من الحدود، فالجيش الإسرائيلي ينظر إلى هذه الحادثة أنها خطيرة ولا يمكن أن يتجاهلها.
وفق التقديرات المختلفة، لدى “شهداء اليرموك” نحو 700 حتى 800 مقاتل مسلح في القرى السورية في منطقة المثلث الحدودي. “لا يتمتع هذا اللواء بقدرة عسكرية شبيهة بقوة الجيش الإسرائيلي، إلا أنه قادر على شن هجوم على مواقع عسكرية وبلدات إسرائيلية بالقرب من الحدود. سيتضح قريبا إذا كان الحديث يدور عن حادثة لمرة واحدة أو أنها تشير إلى علامات أولية لنشوء جبهة جديدة في جنوب الجولان – في المنطقة التي حافظت إسرائيل فيها على الهدوء في السنوات الماضية”، أوضح عاموس هرئيل في تحليله الأخير حول الحوادث العنيفة ضد مقاتلي “شهداء اليرموك”.