كان وصول نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، إلى المنطقة لزيارة إسرائيل ومصر، يوم منتصف الأسبوع الحالي، مصحوبا بأجواء متوترة في أعقاب اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، فنظر الأطراف إلى الزيارة بأنها ستزيد من حدة التوتر بين الطرفين، فأتت إعلان البيت الأبيض تأجيل الزيارة إلى منتصف الشهر المقبل “في محلها”.
فكان الجانب الفلسطيني يعد العدة ليوم غضب بمجيء نائب ترامب إلى المنطقة احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس، بعد أن أبلغ الفلسطينيون الأمريكيين أن بنس “شخصية غير مرغوب فيها” في فلسطين لتأثيره حسب تقارير على رأي الرئيس الاعتراف بالقدس لإسرائيل. وفي مصر كان من المتوقع إطلاق حملات لمقاطعة الزيارة قبيل وصول بنس تضامنا مع الأشقاء الفلسطينيين.
وقد أوضح البيت الأبيض أن سبب التأجيل لا يتعلق بالاحتجاجات المتوقعة في الدول التي سيزورها بنس ضد قرار ترامب بشأن القدس، إنما يعود الأمر إلى شؤون داخلية، مشيرا إلى التصويت على قانون ضريبي. وذكر البيت الأبيض أهمية بقاء بنس في واشطنن بعد مغادرة السناتور جون لتلقي العلاج ضد مرض السرطان الذي يعاني منه، وتغيبه عن التصويت.
وفي إسرائيل، رغم التجهيزات الاحتفالية لاستقبال نائب الرئيس الأمريكي، وإرسال رئيس الكنيست برقية لنواب البرلمان بوجوب حضور خطابه، أي بنس، في البرلمان، أثارت الزيارة جدلا بشأن وصول بنس إلى الحائط الغربي، المكان المقدس لليهود في القدس، بعد أن قرر قيم المكان المقدس، الحاخام رابينوفتش، رفض طلب أمريكي إقامة مؤتمر إعلامي في باحة المكان المقدس خشية من إشعال المكان المقدس لأسباب سياسية.
وتساءل معلقون إسرائيليون كيف يُترك قرار بهذا المستوى لحاخام الحائط الغربي أن يقرره، وليس يقرر فيه المستوى السياسي المكلف بالعلاقات مع دولة عظمة. وألمح بعضهم إلى أن نتنياهو يخشى مواجهة الحاخام ذا النفوذ في الأوساط المتدنية، فجاء تأجيل الزيارة ليرجئ علقة بالغنى عنها من ناحية نتنياهو.