وزير التربية، نفتالي بينيت، يُسخّر علم الآثار لصالح السياسة. في كلمات كتبها اليوم على صفحته الفيس بوك، عرض بينيت صورة لوعاء فخاري تم العثور عليه مؤخرا في إسرائيل، وقد تمّ الكشف عنه اليوم. وكُتب على الوعاء، الذي يعود تاريخه إلى ما قبل 3000 عام تقريبًا، في فترة مملكة داود، هذه الكلمات “أشبعل بن بدع” باللغة الكنعانية. بحسب الباحثين، فقد كان أشبعل اسما يهوديا نموذجيا لهذه الفترة.
وقال عالم الآثار الإسرائيلي يوسي غرفينكل لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إنّه قد ذُكر في الكتاب المقدّس شخص اسمه أشبعل كان خصم داود، وإنّ رأسه قد قُطع وجُلب كهدية لداود الذي كان ملكا في مدينة الخليل.
وبالنسبة للسياسي بينيت فهذه فرصة جيّدة لمحاولة دحض الادعاءات الفلسطينية والتي ليس لليهود بحسبها حقّ الوجود في إسرائيل.
بينيت: “لا يمكن أن يكون الشعب محتلّا في بلاده”
وكتب بينيت في صفحته على الفيس بوك: “لمعرفة (أبة مازن) والذين يصرخون بـ “الاحتلال”: تم الكشف قرب بيت شيمش عن إبريق عمره 3000 عام ومكتوب عليه أشبعل بن بدع. وذُكر اسم أشبعل في الكتاب المقدس وهو فريد من فترة داود. هذا مثال آخر من أمثلة عديدة عن الدولة اليهودية التي ازدهرت هنا قبل 3000 عام. كانت هناك مجتمعات، وضرائب في ذلك الوقت أيضًا، واقتصاد قوي، مواصلات، تعليم، جيش، تماما كما هو اليوم”.
وختم بينيت كلماته قائلا: “لا يمكن أن يكون الشعب محتلّا في بلاده”، وهو مثل يستخدمه بشكل متكرر من أجل أن يُوضّح أن إسرائيل لا يمكن أن تُعتبر “محتلّة” في الضفة الغربية وغزة حيث إن هذه البلاد هي ملك الشعب اليهودي.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها بينيت المعرض الأثري من أجل إيجاد مرجعية لنهجه الأيديولوجي. ففي مقابلة أجراها مع شبكة سي إن إن الأمريكية مع الصحفية المعروفة كريستينا آمانبور، سحب بينيت خاتما قديما يعود لألفي عام وقال: “أنا لا أقبل مصطلح “أرض محتلّة”. كُتب على هذا الخاتم بالعبرية “الحرية لصهيون” وكان يُستخدم من قبل اليهود في القدس قبل 2000 عام في هذه الأرض.
وهناك من انتقد بينيت على استخدامه للمعروض الأثري، وقالوا إن اسم أشبعل يُذكّر باسم الإله الكنعاني القديم “بعل”، ومن ثم فهو لا يعود إلى اليهود. وذكر آخرون أنّه قد وُجدت في هذه البلاد أيضًا عظام لديناصورات، وهو أمر يثبت أن قصة خلق العالم كما هي مروية في الدين اليهودي ليست دقيقة، حيث إنّ الاكتشافات التاريخية قد لا تخدم بينيت فقط وإنما تناقضه أيضًا.