حلّ وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت، المقيم في الولايات المتحدة في إطار حملة دعائية في موضوع إيران، بداية الأسبوع (يوم الإثنين)، ضيفًا على أحد البرامج الأكثر مشاهدةً في العالم، لكريستيان آمانبور في CNN. يشكل البرنامج واحدا من البرامج الإخبارية الأهم من نوعها في العالم، بمعدل مشاهدة يقدَّر بعشرات ملايين المشاهدين من جميع أنحاء العالم.
أثناء المقابلة، سألت المقدمة الوزير بينيت عددا من الأسئلة في الشأن النووي الإيراني وموقف إسرائيل بالنسبة للاتفاقية التي تجري بلورتها بين الدول العظمى وإيران. وسألت آمانبور الوزير الإسرائيلي عن النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، وعن البناء في “الأراضي المحتلة”. رفض الوزير بينيت موقف آمانبور بأن القدس والمستوطنات هي أراضٍ محتلة، ولم يوافق أيضا على الإجابة عن سؤالها قبل الاحتجاج على استخدام هذا المصطلح.
ولم ينتهِ بذلك احتجاج بينت: فقد فاجأ الوزير مقدّمة البرنامج، حين قام بإخراج عملة قديمة عمرها ألفا عام، ادعى وزير الاقتصاد بأنه أحضرها من عمليات حفر أثرية في مدينة داود في القدس.
وأشار بينت أنه على العملة تم نقش الكلمات “حرية صهيون”، كإثبات على تواجد الشعب اليهودي في المكان قبل قُرون – قبل الفلسطينيين. “عندما تتحدثين معي عن (الاحتلال)، أريد توضيح أمر ما”، قال بينيت لآمانبور مخرجًا القطعة النقدية، “أنا أمسك الآن بقطعة نقدية من القدس مكتوب عليها بالعبرية “حرية صهيون”. لقد استخدم اليهود هذه العملة قبل ألفي عام في دولة إسرائيل، في ما تسمينه أرضًا محتلة. لا يمكن لشعب أن يحتلّ بلاده”. ونشر الناطقون بلسان بينيت هذا المقطع من المقابلة، الذي حصد آلاف المشاهدات على موقع “يوتيوب”.
http://www.youtube.com/watch?v=R0lmArV0q2M
غير أنه من فحص أجري في الإعلام الإسرائيلي وُجد أن أداة بينيت يمكن أن تكلفه ثمنا باهظا، حيث يبدو أنه جرى انتهاك لقانون الآثار. بموجب أحد بنود القانون، يُمنَع نهائيا إخراج آثار من أراضي دولة إسرائيل دون الحصول على مصادقة من وزير الثقافة، المسؤول عن سلطة الآثار. وحسب القانون، تبلغ عقوبة إخراج قطعة أثرية من أرض دولة إسرائيل دون مصادقة نصف عام من السجن أو غرامة مالية.
في أعقاب توجه من موقع الأخبار “والاه”، لمكتب وزيرة الثقافة، ليمور ليفنات، من أجل فحص ما إذا كان بينيت أو مصدر من قبله قد نالا موافقة لاستخدام القطعة النقدية، كان الرد: “تبين من فحص أولي أجريناه أن هنالك الكثير من القطع النقدية من هذا النوع في البلاد وخارجها. بناءً على ذلك، ليس من الواضح هل تم إخراج هذه القطعة من الأراضي الإسرائيلية، كما تم الادعاء”. مع ذلك، في بيان رسمي من مكتب بينيت، تم نشره بعد المقابلة، أشير بوضوح أنه تم إحضار العملة بشكل خاص من الحفريات في مدينة داود في القدس.
ردًّا على ذلك، قال مكتب بينيت: “إن العملة تمضي في طريق العودة إلى إسرائيل بعد إرسالية صهيونية أمام عشرات ملايين الأمريكيين. سلام للعملة. في المرة القادمة، سيحرص مكتب الوزير على التبليغ عن خروج العملة خارج البلاد”.
يُذكَر أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يتزود فيها الوزير بينيت بأغراض وأدوات غريبة لأهداف إعلاميّة. وكانت آخر مرة حين أخرج، خلال مؤتمر المجتمع والاقتصاد للمعهد الإسرائيلي للديمقراطية، خيارةً كمثال للتطور والإبداع الإسرائيلي.
فقد عرض الخيار أثناء الجلسة، وروى أنه في زيارته للهند رأى كيف أنه في مزرعة نموذجية لدولة إسرائيل يتم تأهيل 20 ألف مزارع هندي، يتعلمون أيضًا استخدام منتجات من إنتاج إسرائيل. “هنالك تغيير في الرواية. لا تعلمون أي حج إلينا يجري بسبب الحداثة. يريد الجميع رؤية الأعجوبة الإسرائيلية”، قال بينيت، وهو يلوّح بالخيار.