في يوم ذكرى الهولوكوست العالمي، وافقت بولندا على قانون يعفيها من تورطها التاريخي في إبادة اليهود الذين سكنوا في أراضيها، وتسليمهم للنازيين الذين احتلوها في الحرب العالمية الثانية. وفق القانون الجديد الذي وافق عليه مجلس النواب البولندي، يحظر التحدث عن “جرائم الشعب البولندي” أثناء الهولوكوست وقد يُعتقل من يستخدم مصطلح “معسكر الإبادة البولندي”.
أثارت الموافقة على القانون نقدا عارما في إسرائيل. “غرد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في صفحته على تويتر: “لا أساس من الصحة لهذا القانون، لهذا أعارضه بشدة. لا يمكن تغيير الماضي، ويحظر إنكار الهولوكوست. أمرتُ المسؤولين في السفارة الإسرائيلية في بولندا بأن يلتقوا، هذا المساء، مع رئيس حكومة بولندا، ويعبّروا أمامه عن موقفي الحازم ضد القانون”.
وكتبت وزيرة العدل الإسرائيلية، أييلت شاكيد: “إن قرار مجلس النواب البولندي، في ذكرى الهولوكوست العالمي تحديدًا، يشكل محاولة لإعادة كتابة التاريخ والتنصل من مسؤولية البولنديين. لقد ساعد الكثير من البولنديين كسائر الشعوب الأخرى (الهنغاريون، الأوكرانيون، وغيرهم) ألمانيا النازية بحماسة على قتل اليهود. يجدر بحكومة بولندا ألا تتهرب وتتحمل مسؤولية أعمال القتل الكثيرة، لا سيّما بسبب معسكرات الإبادة الألمانية التي أقيمت في بولندا”.
وكتب رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، في تويتر “على الشعب اليهودي، دولة إسرائيل، والعالم، التأكد من الاعتراف بكارثة الهولوكوست وفظائعها. شارك بولنديون أيضا في الجرائم النازية. في المقابل، كان من بينهم أشخاص ساعدوا اليهود وحظيوا بلقب “صالح من بين الأمم”. في يوم الهولوكوست العالمي، علينا أكثر من أي يوم آخر أن نقوم بواجبنا تجاه إخوتنا الذين قُتلوا”.
ولكن غضب البولنديون بشكل خاصّ من تغريدة رئيس حزب “هناك مستقبل”، يائير لبيد، الذي كتب في تويتر: “استنكر القانون الجديد الذي سنه مجلس النواب البولندي والذي يسعى إلى إنكار تورط البولنديين الكثيرين في الهولوكوست. لن يغيّر أي قانون بولندي الماضي. شاركت بولندا في الهولوكوست، وقُتِل مئات اليهود في أراضيها دون أن يلتقوا رئيسا ألمانيا”.
بالتباين، غردت السفارة البولندية في إسرائيل في حسابها الرسمي في تويتر “تُظهر ادعاءاتك غير الصحيحة أهمية تعليم موضوع الهولوكوست في إسرائيل أيضا. لا يهدف مشروع القانون البولندي إلى تحريف الماضي، بل إلى الحفاظ على الشعب البولندي ضد أقوال الإهانة هذه”. ولكن لم يبق لبيد مباليا فأجاب: “أنا ابن لناجين من الهولوكوست. لا داعي لأن أعرف معلومات عن الهولوكوست من البولنديين، ويتعين على السفارة أن تقدم اعتذارها فورا”. ردا على أقوال لبيد، وردت تغريدات في صفحة السفارة البولندية: “أنت وقح”.