لقد أقامت، هذا الأسبوع، إيران والسعودية- أكبر دولتين متخاصمتين في الشرق الأوسط- اللقاء الأول بينهما على مستوى تمثيل وزيرَي الخارجية لكلتيهما، منذ تولي حسن روحاني منصب رئيس إيران عام 2013.
وقد أشار هذا اللقاء إلى تسوية محتملة بين العلاقات المتوترة بين هاتين الدولتين العظمتينِ على ساحل الخليج الفارسي.
منذ زمن بعيد، كانت إيران، تلك الدولة الإسلامية الشيعية، في منافسة دائمة، بينها وبين السعودية، الدولة الإسلامية السنية المحافظة على مدى تأثير كل واحدة منهما في منطقة الشرق الأوسط. وقد تمثلت هذه المنافسة من خلال صراعات سياسية وعسكرية في سوريا، العراق، لبنان، البحرين واليمن. لقد تدخلت كل من هاتين الدولتين، في هذه المناطق، إضافة إلى الساحة الفلسطينية، ووقفتا، كلّ واحدة منهما، في جانب يتعارض مع الآخر.
قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بعد لقائه بنظيره السعودي سعود الفيصل إن هذا اللقاء بينهما يجب أن يثمر بتسوية العلاقات بين الدولتين. قال ظريف:” أنا، وأيضًا نظيري السعودي، نؤمن بأن هذا اللقاء هو الصفحة الأولى من فصل جديد في تاريخ العلاقات بين الدولتين”، كما نقلت ذلك وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرانا”. “نحن نأمل أن يؤدي هذا اللقاء إلى تحقيق سلام وأمن إقليميَين وعالميًين، ويؤدي، كذلك، إلى تداخل المصالح بين الأمم الإسلامية في أنحاء العالم. وقد نقلت رويترز إن وزير الخارجية السعودي صرّح بأقوال مماثلة لأقوال نظيره الإيراني.
ولقد قرر الرئيس الإيراني، روحاني، كرمز إلى تسوية العلاقات بين الدولتين، إرسال مبعوث إيراني في زيارة رسمية إلى الرياض، عاصمة المملكة السعودية. وكذلك، فقد أرسلت إيران، في شهر آب، سفيرا جديدا إلى المملكة السعودية، وقد رحبّت الأخيرة بهذه الخطوة.
كتب المعلق أليكس ووطينكا في موقع “The National Interest” إن الحاجة إلى قتال الدولة الإسلامية “داعش” هي على ما يبدو الدافع وراء التقارب بين الجانبين.
نشر هذا المقال لأول مرة على موقع ميدل نيوز