هل سئم الجمهور الإسرائيلي من أحزاب المركز؟ إذا أردنا الحكم بموجب استطلاع معهد “غيوكرتوغرافيا” بإدارة البروفيسور آفي دغاني لصالح محطة “راديو دون توقف” (راديو للو هفساكه)، فالإجابة بنعم. تتواجد الأحزاب اليمينية واليسارية بالارتفاع، في حين أن حزب المركز التابع ليائير لبيد، “هناك مستقبل”، والذي كان بمثابة مفاجأة في الانتخابات الأخيرة، آخذ بالهبوط.
بموجب الاستطلاع، لو أجريت الانتخابات اليوم، لكانت ستفوز قائمة “الليكود بيتنا” بـ 40 مقعدًا، مقارنة بـ 31 مقعدًا التي فازت بها في الانتخابات الأخيرة. لو كانت تتنافس الأحزاب التي تشكّل قائمة، الليكود وإسرائيل بيتنا، على حدة، لكان تحصيلهما أكثر مدهشًا – 55 مقعدًا سويًا. كان سيخسر حزب البيت اليهودي برئاسة نفتالي بينيت الكثير من الأصوات لصالح هذين الحزبين، وكان سيحظى بـ 11 مقعدًا لو أنهما ترشحا سويًا، وبسبعة مقاعد فقط لو ترشحا على حدة. في كلتي الحالتين، يبدو أن قوة اليمين في ازدياد، وأنه لو أجريت الانتخابات اليوم، كان من السهل على بنيامين نتنياهو أن يشكّل حكومة.
سجل الحزب اليساري ميرتس ارتفاعًا، من 6 مقاعد في الكنيست الحالية، أما بموجب الاستطلاع فيصل إلى 8 حتى 10 مقاعد. لكن من كتلة المركز – اليسار، ميرتس هو الحزب الوحيد الذي يمكن أن يعبّر عن رضاه من الاستطلاع الحاليّ. يُتَوقع أن يحصل حزب العمل، الذي لديه 15 ممثلا، على ما يتراوح بين 11 إلى 12 ممثلا، في حين أنه من المتوقع أن يتقلص عدد مقاعد حزب الحركة التابع لتسيبي ليفني من 6 إلى 3 مقاعد فقط.
يائير لبيد هو من سيواجه المأساة الأكبر. بعد أن أثار لبيد في الانتخابات الأخيرة دهشة الساحة السياسية الإسرائيلية، عندما حصل على 19 مقعدًا عند ترشحه للمرة الأولى للانتخابات، يتبيّن من الاستطلاع الآن أنه لو أجريت الانتخابات اليوم، لكان سيفوز حزبه بـ 9 مقاعد فقط. تشكّل هذه النتائج إشارة تحذير خطيرة لوزير المالية لبيد، الذي يدفع ثمنًا باهظا لقاء سياسته غير الشعبية لرفع الضرائب.