تعتبر مدينة يافا التي يسكن فيها عرب ويهود معا مدينة التعايش المثالية. ولكن في نهاية الأسبوع الماضي أصبحت المدينة مركز توتر مجددا بعد أن كان المسجد الأقصى ومن ثم مدينة أم الفحم في عين العاصفة.
وسادت الفوضى بعد أن تورطت مطاردة شاب من قبل الشرطة: يوم الجمعة أطلق مسلحان النيران على إحدى الملاحم في المدينة. أثناء مطاردة الشرطة قُتِل أحد المشبته بهم بنيران الشرطة ونُقِل إلى المستشفى، ثم مات متأثرًا بجراحه في ساعات الصباح.
وفي أعقاب موت الشاب مهدي سعدي وهو عربي مسلم في العشرينيات من العمر، تظاهر الكثيرون في الشوارع، أشعلوا إطارات السيارات، وأثاروا فوضى عنيفة. ازدادت الفوضى أثناء تشييع جثمان الشاب حيث شهدت مراسم التشيع مسيرة حاشدة طافت شوارع يافا ووقفة احتجاجية شارك فيها أبناء عائلة القتيل وسكان يافا احتجاجا ضد الشرطة بادعاء أن الشرطة تطلق الينران سريعا عندما يكون المتهم عربيا”.
ودمر المشاركون في تشيع جثمان الشاب ممتلكات في الشوارع بما في ذلك واجهات الحوانيت والمصالح التجارية الخاصة، وألقوا الحجارة وأشعلوا إطارات السيارات. أصيب مراسلون ومصوّرون يعملون في القناة الثانية الإسرائيلية بإصابة طفيفة أثناء المظاهرات فنُقِلوا إلى المستشفى، ثم دُمرت كل معدّات التصوير التي كانت بحوزتهم.
وأوضح كمال اغبارية، وهو مسؤول في بلدية تل أبيب يافا اليوم صباحا في مقابلة معه الإحباط الذي يشعر به سكان يافا العرب. “عندما يجري الحديث عن العرب يكون التعامل مع الأحداث متساهلا”، وفق أقواله. وقال رئيس بلدية تل أبيب يافا إنه: “يفهم الحزن الذي يسود في قلوب سكان يافا العرب ولكن من المهم الآن الحفاظ على ضبط النفس حفاظا على الأمن وسلامة الجميع”.
وناشدت عائلة سعدي أيضا العمل على تهدئة النفوس ولكنها بالمقابل اتهمت الشرطة: “طاردت الشرطة ابننا، وأطلقت النيران عليه بدم بارد”، قال جمال والد الشاب الراحل. وفق ادعائه، لم يكن ابنه متورطا في الحادثة، وقُتِل لأنه كان يركب درجة نارية فقط. واتهم الوالد الشرطة لأنها أطلقت عشرات العيارات النارية تجاه ابنه ولم تحاول إلحاق الضرر بعجلات الدراجة النارية أو في الجزء السفلي من جسمه بهدف إعاقة نشاطه، بل أطلقت النيران عليه “بهدف قتله”.
وتفحص الشرطة الآن إذا كان إطلاق النيران على الشاب مبررا. ادعى أفراد الشرطة الذين شاركوا في المطاردة أن الشبان صوبوا أسلحتهم تجاههم. وقالت الشرطة أيضا فيما يتعلق بأحداث الفوضى: “نسمح بممارسة حرية الاحتجاج، ويأمل الجميع العودة إلى الحياة الروتينية ومتابعة ازدهار الحياة في يافا”. وفق التقديرات، فإن تطور الأحداث جاء بناء على الترقب والتوتر العام في المجتمع العربي في أعقاب الأحداث في المسجد الأقصى في الأسابيع الماضية.