أثارت سلسلة التطورات في الأيام الأخيرة إمكانية أن يكون هناك محادثات جدّية لحل الأزمة السورية. سيقول المشكّكون بأنّه قد كان هناك فعلا تقارير مماثلة لمرات عديدة في الماضي، ولكن من المفضل مع ذلك تتبع ما يحدث بحذر في محور الرياض – واشنطن – موسكو – طهران.
أدت زيارة قائد قوة قدس الإيرانية، والذي يعتبر حتى وقت قريب أحد كبار الإرهابيين في العالم، قاسم سليماني، إلى موسكو، أدت إلى ظهور انتقادات شديدة في واشنطن تجاه الشرعية الجديدة التي يحظى بها مسؤولو النظام الإيراني، المسؤولون بشكل كبير عن القتل الجماعي في سوريا. ولكن، تنضم هذه الزيارة إلى سلسلة من التطورات الأخرى من بينها زيارة لرئيس الاستخبارات السورية علي مملوك إلى السعودية ورحلة وزير الخارجية المعلّم الدبلوماسية لعواصم أخرى.
على خلفية هذه الأمور، بطبيعة الحال، هناك التقارب بين إيران والقوى العظمى الغربية في أعقاب الاتفاق النووي، وربما أيضًا رغبة أوباما في إظهار أن الإيرانيين هم شريك يمكنه المساهمة في الاستقرار الإقليمي، وخصوصا قبيل التصويت على الاتفاق في الكونغرس، وافتقاره إلى الدعم في أوساط الشعب الأمريكي.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنّ المبدأ المنظّم للتقارب بين الجانبَين هو “العدوّ المشترك” – داعش، والذي يهتم كلا المعسكرين بإضعافه ومنعه من السيطرة على سوريا. وقال بشار الأسد نفسه، في خطابه الأخير، إنّ الحل في سوريا ينبغي أن يكون مستندا إلى “الحرب على الإرهاب”. أراد الغرب الافتراض بأنّه يقصد داعش، ولكن الحقيقة هي أنّ إيران وحزب الله يبذلان جهودا أكبر بكثير للقضاء على منظمات المعارضة السورية سوى داعش.
العقبة الرئيسية، إنْ لم تكن الوحيدة، هي بطبيعة الحال قضية الأسد. يصرّ السعوديون بأنّه لا يمكنه أن يكون جزءًا من أي حلّ مستقبلي، في حين أن الإيرانيين لم يوافقوا حتى الآن على التضحية بحلفائهم.