مشجعو منتخب كرة القدم برشلونة، يحبون التفاخر بالشعار “أكثر من نادٍ” (بالإسبانية: més que un club). ليس هناك مالكون للمنتخب كما لمجموعات أخرى في العالم، عدا عن مشجعيه، الذين يمتلكون أسهم المنتخب. إضافةً إلى ذلك، حتى وقت قصير، تفاخر فريق برشلونة بأنه يتنازل عن موارد بقيمة عشرات ملايين اليوروهات في السنة، على إثر عدم استغلال زيه الرسمي كوسط إعلامي.
إضافةً إلى أن النادي لم ينشر شيئًا على ستراته، بدءًا من سنة 2006 بدأ النادي بالتعاون من منظمة الأمم المتحدة، اليونيسيف. قرر برشلونة أن “ينشر” اسم المنظمة على زيه، لكن على النقيض من النَشْر العادي، الذي يدرّ طبعًا ملايين اليوروهات في السنة، دفع منتخب برشلونة 1.5 مليون يورو في كل سنة لليونيسيف من أجل نشر اسمها.
لكن، المثاليات شيء، والواقع شيء. وفي الواقع غير المفهوم لكرة القدم، فريق برشلونة، وأيضًا خصمه الكبير ريال مدريد، وكلاهما من بين المنتخبات الأشهر والأنجح في العالم، مدينان بالديون الضخمة للبنوك الإسبانية والتي تقدر بمئات ملايين اليوروهات. منتخب مثل هذا وعليه دين كهذا، لا يمكنه أن يسمح لنفسه بخسران موارد عشرات ملايين اليوروهات في السنة.
وفي سنة 2011 قرّر برشلونة استغلال وسط الإعلان الذي على زي المنتخب. وقع برشلونة على اتفاق مع قطر، في إطاره سيرعى حتى سنة 2016 “مؤسسة قطر” وشركة الطيران القطرية “قطر إيرويز”، مقابل مبلغ يقدر بـ 150 مليون يورو.
في الفترة الأخيرة، تعالت الانتقادات لمنتخب برشلونة، ومن ضمن المنتقدين إسرائيل، التي فيها جمهور ضخم يؤيد برشلونة، لأنه يمنح لقطر دعاية ضخمة. فجأة، المنتخب الذي تفاخر بأنه “أكثر من ناد”، وجد نفسه في قلب عاصفة سياسيّة.
وفي الأيام الأخيرة، بدأت تنتشر أخبار مختلفة، أن منتخب برشلونة معنيّ بالانقطاع عن الرعاية القطرية. الأخبار ذات شقين: الشق الأول يدعي أن منتخب برشلونة، الذي قلص ديونه (التي ما زالت تصل على أقلّ تقدير إلى 250 مليون يورو)، معني بالعودة إلى طريقه القديمة والتوقف عن منح الإعلان لأي جهة، وسيقوم بذلك في 2016 فور انتهاء العقد مع قطر.
أما الشق الثاني فيدعي أن برشلونة معنية بإنهاء الاتفاق مع قطر بأسرع ما يمكن، من بين أمور أخرى بسبب تورط قطر السياسي بأمور كثيرة، وهو يبحث عن رعاية جديدة بدلا من قطر، حسب بند خاص في الاتّفاق مع قطر الذي يتيح ذلك. هل لن نرى قريبًا جدًا كلمة “قطر” بعد على زي برشلونة؟ ستبدي ذلك الأيام.