يتضح من بحث إسرائيلي أن خطر الانتحار بسبب ضائقة نفسية يزداد عندما لا يتحدث الفرد عن ضائقته مع الآخرين، لهذا قد ينقذ الكشف عن الضائقة مسبقا الحياة. وفق نتائج البحث، هذه الحقيقة صحيحة بشكل خاص بالنسبة للرجال لأنهم منطويون على أنفسهم أكثر ويشاركون الآخرين بصعوباتهم أقل.
ساهم البحث، الذي عُرِض أمس (الإثنين) في المؤتمر العلمي السنوي الذي تطرق إلى حالات الانتحار في إسرائيل، في بناء نموذج تدخل وقائي لإنقاذ حياة الأفراد الذين يفشلون في الانتحار. كما وعُرِض عدد من الأبحاث الهامة حول مواجهة حالات الانتحار، التي تؤدي إلى وفاة أكثر من 500 إسرائيلي سنويا، معظمهم من الرجال من طبقات المجتمعات المختلفة.
في إطار البحث، الذي أجراه ثلاثة باحثون إسرائيليون، فُحصَت الآلية التي تؤدي إلى السلوكيات الانتحارية لدى 78 شخصا حاولوا الانتحار ولكنهم نجوا بأعجوبة. تشير نتائج البحث إلى أن الأشخاص الذين عانوا من مشاكل نفسية غير محتملة، إضافة إلى وجود صعوبة لديهم في مشاركة الآخرين بضائقتهم، كانوا معرضين لخطر حقيقي.
“لم نندهش عندما وجدنا أن هناك علاقة بين الضائقة النفسية والانتحار. ولكن لاحظنا نقطة هامة: عندما يعاني الفرد من ضائقة نفسية لا تحتمل، أو أنه لا يرغب في التحدث عنها مع المقربين منه، يحدث دمج رهيب”، أوضح أحد الباحثين، دكتور يوسي ليفي بلاز. “في هذه الحال ينتج شعور متطرف من الضائقة النفسية وعدم القدرة على التواصل، ما يمنع طلب النجدة”. لذلك، أكد دكتور ليفي بلاز أن هناك أهمية للانتباه إلى الأشخاص المنطويين على أنفسهم والمعزولين عن البيئة، لأنهم معرضون لخطر أعلى، وتطوير طرق لتحسين قدرتهم على التعبير عن ضائقتهم.