يسعى بحث جديد هو الأول من نوعه إلى الإجابة عن أسئلة كثيرة يطرحها الأشخاص في العالم – ما معنى أحلامنا؟ فحص باحثون إسرائيليون وأمريكيون باستخدام الذكاء الاصطناعي آلاف الأحلام، وللمرة الأولى، صنّفوا بشكل دقيق وعلمي أنواع الأحلام ومستوى انتشارها.
اعتمد الباحثان اللذان يرأسان البحث – وهما دكتور يهونتان شلر، خبير بالذكاء الاصطناعي من المعهد التكنولوجي حولون، ودكتور كيت نيدرهفر من قسم علم النفس في جامعة تكساس – على مجمّع معلومات كبير كان مخزنا في “سحابة الأحلام” وهو أشبه بشبكة اجتماعية يشارك فيها أشخاص من العالم أحلامهم، ويتابعها متصفحون آخرون، يقرأون الكتابات ويضعون “لايكات”، تماما كما يحدث في الفيس بوك أو الإنستجرام. في المرحلة الأولى، تم تحليل نحو 10.000 وصف لحلم، ويخطط الباحثون لتحليل المجمّع بأكمله.
تتيح الوسيلة التي طوّرها دكتور شلر انتقاء كلمات رئيسية من الأحلام، والتوصل عبرها إلى موضوع رئيسي يميز الأحلام. “حتى يومنا هذا لم يُجرَ بحث حول الأحلام”، قال دكتور شلر لصحيفة “يديعوت أحرونوت”. “أردنا معرفة إذا كانت هناك خصائص تميّز موضع ما، وخصائص لغوية وعاطفية”. وفق أقواله: “قرأ نظام الذكاء الاصطناعي كل الأحلام، حللها، صنفها وفق مواضيع، حدد المشاعر، وأشار إلى العلاقات، وغيرها. لا يمكن تقريبا تحليل حجم كبير إلى هذا الحد من الأحلام بشكل يدوي”.
كانت نتائج البحث المميز مفاجئة. مثلا، كانت الأحلام عن الجنس نادرة نسبيًّا، في حين تصدرت الأحلام الغامضة والغريبة بشكل خاصّ القمة، إضافة إلى أحلام المشتريات وصرف الأموال. في المرتبة الأولى من قائمة الأحلام الشائعة، سطع نجم أحلام الحب الأول، إذ يحلم الشبان والبالغين بحالات الحب التي مروا بها في الماضي. كما تتصدر المراتب الأولى أحلام المطاردة، وهي كوابيس تثير شعورا مفزعا لأنه لا يمكن التهرب من مصدر المطاردة أثناء الحلم.
يتضح من تحليل البيانات، أن عددا كبيرا من الأحلام تضمن عنفا خطيرا، مثل أحلام القتل أو الحرب. هناك نتيجة مثيرة للاهتمام أخرى وهي أن الأحلام تتأثر بالجدول السنوي. مثلا، في فصل الشتاء وقبيل الصيف يحلم الأفراد بالعطل والاستجمام. إضافة إلى ذلك، نحو 14% من الأحلام يتطرق إلى شركاء الحياة، وعندما يجري الحديث عن شخصين متزوجين فإن الأحلام ترتكز حول الشؤون الروتينية والحياة اليومية. يخطط الباحثون لإجراء فحص في وقت لاحق حول العلاقة بين الكوابيس وبين الأحداث في الواقع.