أقيم يوم الجمعة الماضي، بحضور ملك المغرب محمد السادس، حفل تدشين كنيس “صلاة أتدغي” في الدار البيضاء. شارك في الاحتفال قادة الدولة وكبار أعيان الطائفة اليهودية الذين صلّوا من أجل سلام وأمان المملكة المغربية وحكومتها، وباركوا الملك، وولي العهد مولاي رشيد وأفراد العائلة المالكة.
يقع كنيس “صلاة أتدغي”، وهو كنيس قديم، في مدينة الدار البيضاء القديمة، المركز الاقتصادي للمملكة المغربية. ظل هذا الكنيس التابع للعائلة اليهودية أتدغي، مقفلاً طوال الخمسين عاما الماضية بسبب قلة المصلين فيه وشيئًا فشيئًا تهالك المبنى وانهار. فقرر الملك، في إطار الترميمات التي تقوم بها المغرب في مدينة الدار البيضاء القديمة، ترميم الكنيس أيضًا.
أعيدت ألوان الكنيس إلى سابق عهدها، في إطار الترميمات، تمامًا كما كانت قبل مغادرة اليهود المدينة. وتم طلاء الكنيس من جديد وأُعيد الأثاث الأصلي فيه بعد ترميمه أيضًا. تم تعليق صور، عند مدخل الكنيس، من واقع حياة اليهود. أُعيد أيضًا ترميم حديقة الكنيس كما كانت في السابق. تلقى الملك خلال زيارته شرحًا، من قبل رؤساء الطائفة، حول الصور وأدوات الصلاة اليهودية واهتم كثيًر بالعادات المُختلفة.
يعيش في مدينة الدار البيضاء الكثير من اليهود وهناك العديد من المؤسسات اليهودية، الكُنس، المدارس اليهودية، السوبرماركت ومتجر لحوم الكاشير، ومتحف يهودي هو الوحيد في دول حوض المتوسط والذي يسرد تاريخ يهود المغرب. أصدر الملك في عام 2011 مرسومًا ملكيًا يُضاف إلى دستور الدولة والذي ينص على أن التراث اليهودي هو جزء لا يتجزأ من التراث المغربي. يحظى يهود المغرب بحرية دينية كاملة، وبحماية العائلة المالكة وحتى أن بعض اليهود مقربين من الملك ذاته. يُعتبر ملك المغرب صديقًا لليهود – التقليد الذي ورثه عن جده محمد الخامس الذي أنقذ الكثير من اليهود في فترة الهولوكوست.