نجح مقطع فيديو جديد نُشر مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربيّة، في الساعات الأخيرة، بجمع أكثر من 200 ألف مشاهدة وجذب انتباه السياسيين والكثير من الأكاديميين الغربيين.
مقطع الفيديو المسمى “كيف يفكر الإرهابي” هو مقطع رسوم متحركة قصيرة، وقد تم إعداده كما يبدو، في الإمارات من قبل معهدَي دراسة رائدين في أبو ظبي: مركز المسبار للدراسات والبحوث، والمستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة.
في بداية المقطع، يقول الراوي إن الدراسة ونتائجها تستند إلى دراسة شاملة اختبرت نحو 45000 تغريدة باللغة العربية، غردها مغرّدون يؤيدون الإرهاب أو أشخاص نفّذوا أعمالا إرهابية مع تحليل 789 مقطع فيديو مؤيد للإرهاب الإسلامي المتطرف.
https://www.youtube.com/watch?v=1QV26MDVmg0
يقول باحثون غربيون إنّ هذا المقطع الفريد الذي أنتِجه هذان المعهدان العربيان للدراسات، هو أمر مبشّر في مجال دراسة الإرهاب الإسلامي والحركات الأصولية والسلفية في الدول العربية. في الوقت الذي تدرس فيه معاهد الأبحاث الغربية أسئلة مثل: كيف ينجذب الشباب الغربي إلى المجموعات السلفية والخلايا الإرهابية في أوروبا؟ يدرس المقطع الجديد أسئلة أخرى مثل: ما الذي يدفع الشباب العرب إلى الانضمام إلى المجموعات الجهادية؟ ونظرتهم إلى العالم.
يلخص مقطع الفيديو من خلال بعض الأرقام المثيرة للاهتمام ظاهرة الجهاد والترويج الذي يعمل على دفعها قدما. فعلى سبيل المثال، 59.7% من التغريدات التي تمت دراستها والمؤيدة للعمليات الإرهابية تعود إلى أسباب سياسية وليس إلى أسباب دينية بحتة. 18.6% دعموا الجهاد ضدّ الكفار لأسباب اجتماعية وكنقد حادّ للمجتمعات الحديثة. 21.4% من التغريدات التي تمت دراستها فقط، قد اقترحت تفسيرات دينية لتأييد الجهاد وتشجيع الشباب المسلمين على تنفيذ عمليات إرهابية.
والتفسيرات الأيديولوجية الأكثر بروزا والتي تم تغريدها وبررت الجهاد كانت تفسيرات تتعلق بالصدع بين السنة والشيعة والعلاقة بطائفة الخوارج. وفي المركز الثاني من التفسيرات الأيديولوجية، التي تكمن خلف دعم الإرهاب، هناك التفسيرات ضدّ أمراض المجتمع العلماني والحديث بينما كان الدافع لمقاومة الصهيونية لتأييد العمليات الجهادية ضعيفا. وقد غابت مقاومة دولة إسرائيل مطلقا عن التفسيرات العامة الكامنة خلف تأييد الإرهابيين.
وعندما سُئل الباحثون لماذا تُعرض هذه النتائج في مقطع فيديو شائع ومن خلال أساليب بصرية مصوّرة، فجاء على لسان مسؤولون في مركز المسبار أن الهدف هو أن يصبح مقطع الفيديو شائعا. وأضافوا: “الإرهابيون خبراء في نشر رسائل الكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي. لقد حان الوقت لاستخدام أساليبهم من أجل الانتصار عليهم”.