كان شمعون بيريس، في السنوات الأخيرة، الشخصية الجماهيرية الأبرز في إسرائيل، وربما ليس هناك منصب مُعيّن لم يُشغله. شاهدوا الصور من محطات حياته، بدءًا من طفولته في بولندا، مرورًا بفترة شبابه في إسرائيل، علاقاته بالقيادات العليا حتى بدأ يُشغل منصب رئيس الدولة.
شمعون بيريس مع عائلته عام 1930:
وُلد بيريس في بولندا عام 1923 لعائلة بيرسكي. كان والده تاجر أخشاب ثري وكانت والدته أمينة مكتبة ومعلمة لغة روسية. هاجر عام 1934 إلى إسرائيل مع والديه وأخيه الأصغر. قُتل أفراد عائلة والديه، ومن بينهم جداه وعمه، لاحقًا على يد النازيين.
شمعون بيريس عندما كان شابا صغيرا عام 1936:
لقد تعلم بيريس في مدرسة زراعية. عمل في تربية المواشي وكان راعيا، ولكنه برز أكثر في وظيفة أمين الصندوق.
شمعون بيريس مع رئيس حكومة إسرائيل الأول، دافيد بن غوريون عام 1955:
التحق بيريس عام 1947 بتنظيم الـ “هاجاناه”، الذي مثّل لاحقًا قاعدة الجيش الإسرائيلي وعندها بدأ بالعمل مع دافيد بن غوريون، أول رئيس حكومة إسرائيلي. عُين بيريس عام 1953، بسبب علاقاته القوية مع بن غوريون، مديرًا لوزارة الدفاع، بينما كان عمره 30 عامًا فقط.
شمعون بيريس عام 1957:
عمل بيريس، حين كان يشغل منصب مدير عام وزارة الدفاع، على توطيد العلاقات التّجاريّة بين إسرائيل حديثة العهد وفرنسا، ووقّع على صفقات سلاح ليزوّد بها الجيش الإسرائيليّ الصغير بأفضل ذخيرة في تلك الفترة. وزوّدت فرنسا إسرائيل بعشرات الدّبابات، الطائرات النفّاثة، ونُظم المدفعيّة والرادارات. لقد أشغل المنصب طيلة سنوات الخمسينات، وشغل منصب مهمّ في إقامة معمل البحث النّوويّ في ديمونا
شمعون بيريس مع زوجته سونيا وأولادهما، عام 1958:
شمعون بيريس مع اثنين من أولاده عام 1962:
تزوج بيريس من سونيا وأنجبا ثلاثة أولاد: تسفيا وهي الابنة البكر، وولدان وهما يونتان ونحميا (حامي).
شمعون بيريس مع زوجته سونيا عام 1984:
وزير الدفاع شمعون بيريس مع رئيس الحكومة إسحاق رابين، عام 1975:
تقدُّم بيريس لم يتوقّف، وتابع إشغال العديد من المناصب، بصفته نائب وزير ووزير. عُيّن في سنة 1974، وزيرًا للدّفاع في حكومة إسحاق رابين الأولى، وكان له العديد من المواجهات مع رابين خلال هذا المنصب. كان رابين وبيريس خلال هذه السّنوات بمثابة عدوّين لدودين، رّغم انتسابهما لنفس الحزب.
بيريس يضع قناعا: سافر بيريس في السبعينات للقاء الملك حسين، ملك الأردن، وهو يضع قناعا، ما شكّل الأرضية لتوقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن عام 1994:
شمعون بيريس يُدلي بصوته في انتخابات عام 1977 حيث رشّح نفسه لرئاسة الحكومة ولكن فشل:
شمعون بيريس كرئيس للحكومة، عام 1985 وإلى جانبه إسحاق شامير
عُيّن بيريس على رأس قائمة حزب العمّال إبان انتخابات سنة 1977، وبهذه الطّريقة كان على وشك أن يكون رئيسًا للحكومة. إلّا أنّ خسارته في الانتخابات أمام نظيره مناحم بيجن حالت دون ذلك. وقد نجح في الترشح لرئاسة الحكومة سنة 1984، ولكنّه لم يشكّل العدد المطلوب في الكنيست لذلك اضطرّ لمشاركة إسحاق شامير رئيس حزب الليكود المنافس.
شمعون بيريس، إسحاق رابين، وياسر عرفات وهم يتسلمون جائزة نوبل للسلام بعد اتفاقيات أوسلو عام 1994:
شغل بيريس منذ عام 1987 منصب وزير الخارجية، وقد بدأ في إطار هذا المنصب التمهيد لإجراء مباحثات مع الأردن ومع الفلسطينيين. كان من المبادرين إلى اتفاقيات أوسلو، التي تم توقيعها عام 1993، والّتي أفضت إلى تسوية بين إسرائيل ومنظّمة التّحرير الفلسطينيّة، وإقامة السلطة الفلسطينيّة. في أعقاب اتفاقية أوسلو، حصل كل من بيريس، رابين وياسر عرفات، على جائزة نوبل للسلام وبهذا تحوّل بيريس من الرّجل الّذي يهتمّ بتسلّح جيش إسرائيل إلى رجل يحارب من أجل السّلام. تم خلال عهده أيضًا توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن.
شمعون بيريس والملك حسين ملك الأردن، عام 1996:
شمعون بيريس مع رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو:
تم في عام 1995 اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلي إسحاق رابين لذلك عُين بيريس بدلاً منه رئيسًا للحكومة. ترشح عام 1996 لرئاسة الحكومة ولكنه خسر بفارق بسيط لصالح بنيامين نتنياهو. ومنذ ذلك الحين شغل بيريس عدة مناصب مختلفة، سواء كان في المُعارضة أو مناصب هامة داخل الحكومة. كان دومًا في مركز الجدل فكان له مؤيّدون ومعارضون، محبّون وكارهون.
شمعون بيريس يؤدي القسم بصفته الرئيس التاسع لدولة إسرائيل:
تم عام 2008 انتخاب شمعون بيريس رئيسًا لدولة إسرائيل، ومنذ تلك اللحظة أصبح يتخطّى كلّ جدل وبات محبوبًا من قِبَلِ كل الشعب.عمل خلال شغله منصب الرئيس على إرساء مبادئ المساواة ووحدة الشعب، وحاول بكل قوته تشجيع العودة إلى العملية السياسية والحوار مع الفلسطينيين.
أنشأ في هذه المرحلة “مركز بيريس للسلام”، وأيضًا بعد أن أنهى مهام منصبه كرئيس تابع العمل، من دون توقف، على دفع تحقيق السلام قُدما، واستمر، على الرغم من عمره المُتقدم، بلقاء شخصيات من كل العالم.
أُصيب بتاريخ 13.9.2016 بجلطة دماغية ومكث في المستشفى وكانت حالته حرجة.