قرر هرمان بوركهارت (Herman Burchardt) في سن 30 عاما ترك عمله في التجارة واستغلال الورثة التي تركها له والده للتنزه في العالم وتوثيق الجاليات الأكثر عزلة.
كشفت صحيفة “هآرتس” اليوم صباحا، قصة هذا الشاب اليهودي الذي قرر التعرّف إلى الجاليات اليهودية النائية في أنحاء الشرق الأوسط.
أثناء رحلته في اليمن عام 1901، التقى بوركهارت بإحدى الجاليات اليهودية النائية والمنسية. أثارت الصور التي التقطها وأرسلها إلى موطنه شعورا قويا في أوساطا يهود أوروبا.
كان بوركهارت تاجرا يهوديا ألمانيا (ابن 30 عاما) قرر ترك عمله في المصلحة التجارية العائلية والقيام برحلة حول العالم تدمج مجالين يحباهما كثيرا: التصوير والبحث عن الشعوب القديمة.
اشترى بوركهارت بواسطة الورثة التي حصل عليها من والده منزلا في دمشق بحيث كان مقرا لرحلاته من أجل مجالي البحث والمغامرة اللذين خططا لهما. تعلم العربية والتركية عندما كان في ألمانيا.
في عام 1901، وصل إلى صحراء القاحلة في مدينة صنعاء. أثناء تجواله في مدينة العاصمة التقى أشخاصا أثاورا إعجابه – أبناء الجالية اليهودية في صنعاء، وهم يهود انقطعت العلاقة معهم على مر الأجيال تماماً.
قضى بوركهارت نحو عام مع أبناء الجالية ووثق هذه الفترة في سلسلة صور رائعة، ووثق كل كلمة سمعها، في يوميات ذكرياته.
في عام 1909، عندما رافق القنصل الإيطالي في طريقه من صنعاء، أقنعه المغامر العريق بوركهارت، باختيار مسار لم تطأه قدم إنسان أوروبي أبدا. تعرضت القافلة التي سارا فيها إلى كمين لصوص وقُتل هرمان بوركهارت والقنصل الإيطالي.
التقط بوركهارت هذه الصور المعروضة في هذا المقال في عام 1901، ونُقِلت إلى المكتبة الوطنية في إسرائيل ونُشرت للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”: