الأربعينات
بوينغ B-17
خدمت منذ تأسيس دولة إسرائيل حتى نهاية الخمسينات. يشكّل بدء العمل بهذه الطائرة حدثا خصوصيا في تاريخ سلاح الجوّ الإسرائيلي، لأنها كانت المرة الأولى التي يتبنى فيها سلاح الجوّ طائرة.
في حرب 1948، استُخدمت للإغارة من ارتفاع عالٍ على غزّة، رفح، الجليل، ومطار العريش. وفي حرب 1956، عملت طائرتان للإغارة ليلا في قطاع غزّة وسيناء.
توقفت عمل الطائرات العملياتي وقتيًّا عام 1954، ولكنّ اثنتَين منها عادتا إلى العمل قُبَيل اندلاع حرب 1956. توقف عمل هذه الطائرات نهائيًّا عام 1958.
بريستول بوفايتر (Bristol Beaufighter)
اكتشف المكلّف بشراء الطائرات في الجيش الإسرائيلي صاحبَ ورشة قرب لندن، كان مستعدًّا لبيع ست طائرات بوفايتر، اشتراها من مخلّفات الحرب. طلب الرجل 1500 جنيه إسترليني مقابل الطائرات ونفقات التصليحات.
من أجل تمويه الصفقة، اشتُريت الطائرات باسم طيّار يُدعى ديكسون، خدم سابقًا في نتيجة بحث الصور عن سلاح الجو الملكي البريطاني. وبعد جهد جهيد، أُحضرت 4 طائرات فقط (تحطّمت الطائرة الخامسة في طريقها إلى إسرائيل، فيما صودرت السادسة)، إذ كان يجب تهريبها من بريطانيا إلى إسرائيل.
عام 1949، بعد انتهاء حرب 1948، توقفت خدمة بوفايتر.
هافيلاند موسكيتو (Havilland Mosquito)
بُعيد حرب 1948، اشتُريت طائرة موسكيتو واحدة في كندا، لكنها فُقدت في طريقها إلى إسرائيل فوق البحر. وفي 17 شباط 1951، تم التوقيع على اتّفاق لشراء 59 طائرة موسكيتو من بقايا الجيش الفرنسي. جرى ترميم شامل للطائرات في فرنسا، قبل أن تصل إلى إسرائيل في 11 حزيران 1951.
بين أهداف أول سرب طائرات من طراز موسكيتو كان الهجوم ومساعدة القوات الأرضية نهارا وليلا.
ورغم أنه تبين أنّ الموسكيتو طائرة إشكالية من حيث الطيران والصيانة، وأنها تعرّضت لحوادث، فإنها تُعتبَر ناجحة من حيث القدرات الهجومية ووزن القنابل التي يمكنها حملها.
كان الهدف الثابت للطائرة شرم الشيخ، التي هوجمت لمدّة أربعة أيام. وبعد انتهاء حرب 1956 بأسبوعَين، فُكّك سرب الطائرات كاملًا، لتنتهي رواية الموسكيتو في سلاح الجو الإسرائيلي.
بي-51 موستانج (P-51 Mustang)
هُرّبت طائرات موستانج إلى إسرائيل من الولايات المتحدة، عقب حظر بيع السلاح إلى الأطراف المتنازعة في الشرق الأوسط الذي فرضته الإدارة الأمريكية، إذ فُكّكت الطائرات ورُزمت في صناديق.
ولم تُؤهَّل سوى طائرتَين للطيران العملياتي أثناء حرب 1948.
في 5 نيسان 1951، شُغّلت أربع طائرات موستانج من “سرب الطيران الحربي الأول” من أجل قصف مركز الشرطة السورية في الحمة.
كانت الطائرات الأولى التي اجتازت الحدود في اليوم الأول لحرب 1956 طائرات موستانج، انطلقت للمشاركة في عملية قطع أسلاك الهاتف في سيناء. كان هدف قطع الأسلاك التشويش على الاتصالات بين وحدات الجيش المصري.
عام 1957، كانت هناك 34 طائرة موستانج في القوات الجوية الإسرائيلية، استُخدمت بشكل أساسي بهدف التأهب وتعزيز القوات في وقت الطوارئ. وفي كانون الثاني 1961، تمّ الاستغناء عن خدمات الموستانج نهائيًّا.
سبِيتفاير (Spitfire)
رُكّبت طائرة سبِيتفاير الأولى لسلاح الجوّ عام 1948 من قطَع طائرات بريطانية مختلفة، تركها سلاح الجو الملكي البريطاني في البلاد. استُخدمت الطائرة في مهامّ استخبارات جوية. بعد ذلك، رُكّبت طائرة أخرى، هذه المرة من مخلّفات طائرة مصرية، أُسقطت من مضادّ للطائرات، أثناء هجومها في 15 أيار 1948.
أمّا الغالبية الساحقة لطائرات سبيِتفاير في سلاح الجوّ الإسرائيلي فقد اشتُريت من تشيكوسلوفاكيا وإيطاليا.
في الخمسينات، توزّعت الطائرات على ثلاثة أسراب، واستُخدمت لمرافقة طائرات قصف ومهامّ استخبارية. في المعارك الجوية التي أُديرت خلال حرب 1948، أسقطت طائرات سبيِتفاير نحو 12 طائرة.
بيعت طائرات سبيِتفاير عام 1954 إلى بورما. أمّا بعض الطائرات فأُبقيت في إسرائيل بمبادرة من الرئيس الأسبق عيزر فايتسمان. اثنتان منها موجودة اليوم في متحف سلاح الجو، وإحداهما لا تزال صالحة للطيران. وهي إحدى طائرات سبيِتفاير القليلة في العالم التي لا تزال صالحة للطيران.
الخمسينات
غلوستر ميتيور (Gloster Meteor)
منذ بداية الخمسينات، بدأت القوات الجوية في عدة بلدان عربية، لا سيّما مصر، تتزوّد بطائرات حربية نفاثة من طراز فامباير (Vampire) وميتيور. منحهم ذلك أفضلية على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي.
أدت هذه الخطوة بالحكومة الإسرائيلية إلى المصادقة في تشرين الثاني 1952 على شراء الطائرات النفاثة الأولى لسلاح الجو الإسرائيلي. توجّهت وفود إسرائيلية إلى بلدان عديدة: الولايات المتحدة، بلجيكا، بريطانيا، إيطاليا، والنروج، لكنها رفضت جميعًا.
فقط في نهاية 1952، وافقت بريطانيا على بيع طائرات ميتيور نفّاثة إلى إسرائيل، وزوّدت في المقابل طائرات مشابهة إلى مصر وسوريا أيضًا.
في 1 شباط 1953، تمّ التوقيع على صفقة شراء 11 طائرة ميتيور نفّاثة من طراز F8، طائرة حربية ذات مقعد واحد، وأربع طائرات من طراز T7، طائرة ذات مقعدَين، مُعدّة للتدريبات.
في 17 حزيران 1953، وصلت أول طائرتَي ميتيور من طراز T-7، دُعيتا “سوفاه” و”ساعر”، بقيادة طيّارَين بريطانيَّين.
لم تدشّن الطائرتان عهد الطائرات النفاثة في سلاح الجو فحسب، بل أيضًا “سرب الطائرات النفاثة الأول”، الذي أُنشئ قبل 10 أيام من وصول الطائرات إلى إسرائيل.
وفي أيلول 1955، سُجّل في صفحات تاريخ سلاح الجوّ “إسقاط الطائرة النفاثة” الأول في الشرق الأوسط ففي المعركة الجوية، أُسقطت طائرتا فامباير مصريتان، اخترقتا الأجواء الإسرائيلية.
قبل يومَين من اندلاع حرب 1956، في 27 تشرين الأول، نشر سرب ميتيور طائراته ورافق جزءًا لا بأس به من العمليات الجوية للجيش الإسرائيلي أثناء الحرب.
وفي 28 تشرين الأول 1956، انطلق طيارون إسرائيليون في مهمة سرية، كُشف النقاب عنها بعد 33 عامًا، وعُرفت بعملية “الديك”. كان الهدف إسقاط طائرة مصرية، كان يُفترَض أن تُقلّ رئيس أركان الجيش المصري وضبّاطا بارزين آخرين – بهدف التوقيع على تحالف دفاعي مع الأردن وسوريا. بعد جهود مكثفة، نجح الطيار الإسرائيلي في إسقاط الطائرة، ولاقى كلّ ركابها حتفهم. ولكن تبيّن بعد ذلك أنّ رئيس الأركان المصري بقي في دمشق. انتهت خدمة طائرات ميتيور في سلاح الجو نهاية 1964.
طائرة أوراغان (Ouragan)
بدأت مفاوضات شراء طائرات أوراغان من فرنسا منذ عام 1950، لكنّ الحكومة الفرنسية رفضت أن تبيع إسرائيل الطائرات إثر معارضة بريطانية. فقط بعد خمس سنوات، في 6 تشرين الأول 1955، خرجت الصفقة إلى حيز التنفيذ.
نُقلت إلى إسرائيل أول 12 طائرة أوراغان. في السنة نفسها، اشتُريت من فرنسا 12 طائرة أوراغان إضافية، وحصل سلاح الجو على ست أخرى عشية حرب 1956. بعد الحرب، اشتُريت 45 طائرة أخرى من بقايا سلاح الجو الفرنسي. وبقيت هذه الطائرات، الجديرة بالثقة والتي يسهل استخدامها وصيانتها، في خدمة سلاح الجو حتى 1973.
في 12 نيسان 1956، اخترقت الأجواء الإسرائيلية طائرتا فامباير مصريتان. أُرسل طيار إسرائيلي شاب وعديم الخبرة إلى منطقة وادي الرمان (جرن رامون). فقام بإطلاق النار باتجاه إحدى الطائرتَين المصريتَين. أصابت الطلقات جناح الطائرة، التي بدأت بالاشتعال وهبطت هبوطًا اضطراريًّا. سقط الطيار المصري أسيرًا في إسرائيل، وأُعيد إلى مصر في إطار صفقة تبادل أسرى في نهاية حرب 1956.
طائرة ميستير
عام 1955، طرأ تغيّر مُقلق في توازن القوى في الشرق الأوسط، لصالح القوات الجوية العربية. ففي أيلول 1955، زوّدت تشيكوسلوفاكيا كميات كبيرة من السلاح السوفياتي من أنواع مختلفة – مئات طائرات ميغ من أنواع مختلفة. كان نسبة الطائرات الحربية النفاثة أربعا مقابل واحد لصالح مصر (نحو 200 لمصر مقابل 50 لإسرائيل). وكان الفارق في الجودة مشكلة إضافية.
فطائرات ميتيور وأوراغان التي في حوزة إسرائيل كانت أقلّ جودة بشكلٍ ملحوظ من طائرات ميغ-15، فكم بالأحرى من طائرات ميغ-17 التي تمتلكها مصر. استنادًا إلى ذلك، ضغطت إسرائيل كثيرًا على فرنسا لتزويدها بطائرات حربية جديدة. عرضت فرنسا أن تبيع إسرائيل طائرات ميستير 2، لكنّ وفدًا إسرائيليًّا قدّم تقارير سلبية حول ميستير 2. فقرّر قائد سلاح الجو حينذاك الاستغناء عن طائرات ميستير، وطلب شراء الطائرات الحربية الفرنسية الأكثر تقدّمًا في تلك الفترة – ميستير IVA.
تغيّر موقف فرنسا في أواخر 1956. فقد وصلت إلى السلطة عقب الانتخابات الفرنسية حكومة اشتراكية. كانت مصلحة فرنسا تعزيز القوة العسكرية الإسرائيلية من أجل الإضرار بمصر. وكان ذلك بسبب التعاون المصري مع جبهة التحرير في الجزائر، وكذلك طموح مصر للسيطرة التامة على قناة السويس.
وفي آذار 1956، وافق الفرنسيون على التوقيع على صفقة الميستير، التي تزوّد فرنسا بموجبها 12 طائرة ميستير IVA لإسرائيل، وهو ما كان يمكن لسلاح الجو الفرنسي أن يستغني عنه.
في 11 نيسان 1956، انطلقت أول 12 طائرة ميستير إلى البلاد.
في اليوم الأول لحرب 1956، أُرسلت طائرة ميستير واحدة للقيام برحلة استطلاعية، قبل نحو 30 دقيقة من إنزال قوات عسكرية.
خلال حرب 1967، عمل سربا طائرات ميستير IVA، وشاركا في جزء كبير من الهجمات في جميع المناطق، بدءًا من المطارات المصرية في السويس وانتهاءً بهجمات على الجبهة السورية. خلال المعارك، أسقطت طائرات ميستير طائرة ميغ سورية، وطائرة هنتر (Hunter) أردنية. بالمقابل، أسقطت مضادّات الطيران ثماني طائرات ميستير إسرائيلية في الحرب. بعد حرب الأيام الستة، انتهت خدمة طائرات الميستير في العمليات العسكرية، وانتقلت إلى التدريبات المتقدمة. في شباط 1971، توقفت خدمة هذه الطائرات في سلاح الجو الإسرائيلي.
سوبر ميستير
بعد عامَين من حرب 1956، كانت طائرات ميغ-17 الروسية، وبعدها ميغ-19، طائرات الخط الأول في القوات الجوية المصرية والسورية.
كان اختيار سوبر ميستير B2 طبيعيًّا ومفهومًا. كانت هذه أول طائرة في سلاح الجو الإسرائيلي زُوّدت بحارق لاحق، كما كانت الأولى التي تخطت سرعة الصوت في الطيران الأفقي.
في كانون الأول 1958، تمّ شراء 18 طائرة سوبر ميستير. وفي نيسان 1967، عُزّزت أسراب ميستير بـ 24 طائرة إضافية.
في 28 نيسان 1961، اخترقت طائرتا ميغ-17 مصريتان المجال الجوي لإسرائيل، فأُرسلت طائرتا سوبر ميستير لإسقاطهما. أًصيب الطيار المصري بالدوران بسبب المناورات القاسية، وغادر طائرته. سجّل “سرب العقرب” عملية الإسقاط الأولى والأخيرة حتى نهاية حرب 1967، إذ إنّ طائرات الميراج وصلت إلى البلاد عام 1962، وأصبحت طائرات الخط الأول في إسرائيل.
فوتور (Vautour)
طلبت الحكومة الإسرائيلية من فرنسا طائرات فوتور، لكنّ فرنسا رفضت بيعها لإسرائيل بحجة أنّ تزويدها بها سيُخلّ بتوازن القوى في الشرق الأوسط.
أقنعت إسرائيل الفرنسيين ببيعها الطائرات، ووعدت بعدم استخدامها. أُنجزت الصفقة سرًّا، لأنّ الفرنسيين خافوا من ردود الفعل العالمية على بيعهم سلاحًا هجوميًّا إلى إسرائيل.
هبطت الطائرة الأولى من طراز IIA في البِلاد بتاريخ 1 آب 1957. وكما وُعد الفرنسيون، خُزنت طائرات الفوتور لمدة سنة، مع الحفاظ على السرية القصوى، لكنها كُشفت علنًا في تموز 1958 في طلعة جوية نهارية لسلاح الجوّ الإسرائيلي.
في تشرين الأول 1959، واجهت القوات الجوية الإسرائيلي طائرات ميغ-19 لأول مرة. فقد التقت طائرات الفوتور بـ 4 طائرات ميغ-19 مصرية على الحدود في سيناء. وكانت النتيجة انسحاب طائرات ميغ-19 الأربع.
تمّ الهجوم الأول لطائرات فوتور بتاريخ 16 آذار 1962. شاركت فيه 3 طائرات، هاجمت بطاريات مدفعية سورية فوق بحيرة طبريا. فشلت العملية، لأنّ دقتها لم تكن كبيرة.
أمّا ذروة عمل هذه الطائرات فكانت خلال حرب 1967. حتى ابتداء الحرب، كانت لدى سلاح الجو 20 طائرة قابلة للاستعمال. في 5 حزيران 1967، في الضربة الاستباقية للهجوم، دُمّرت مطارات عديدة للعدوّ، وقامت طائرات الفوتور بهجمات على أهداف بعيدة جدًّا، وذلك بسبب مداها البعيد.
في 7 حزيران 1967، انطلقت طائرات فوتور إلى سيناء والهضبة السورية أيضًا. قامت الطائرات بمهاجمة قوّات مدرّعة في سيناء، ودمّرت بطاريات مضادة للطائرات قرب القناة. وفي الأيام الأخيرة للحرب، ألقت طائرات الفوتور أطنانًا من القنابل على التحصينات السورية، وقامت بالكثير من القنص ضدّ القوات المدرّعة السورية.
الستينات
فانتوم
عام 1956، طلب سلاح الجو الإسرائيلي شراء طائرات فانتوم، الطائرات الحربية الأكثر تقدّمًا في ذلك الحين. رفض الأمريكيون، لكنهم وافقوا على أن يبيعوا إسرائيل طائرات سكاي هوك. وفقط في كانون الثاني 1968، بعد محاولات إقناع مكثفة على أعلى المستويات الدبلوماسية، وافق الأمريكيون على بيع الطائرة لإسرائيل.
في 5 أيلول، وصلت إلى إسرائيل أول أربع طائرات فانتوم. حصل سلاح الجو على الطائرة الحربية الأفضل في العالم آنذاك. كانت الفانتوم أسرع من الميراج، تمكّنت من حمل 6 أضعاف الأسلحة تقريبًا، كانت مزوّدة برادار متقدّم وتنوّع من صواريخ جوّ – جوّ، كما كان مدا طيرانها ضعف الطائرة الفرنسية تقريبًا.
لم يكن أمام أسراب الفانتوم الكثير من الوقت للاستعداد. فقد تطلبت حرب الاستنزاف، التي كانت في ذروتها، من السرب المشاركة في عمليات سلاح الجو في منطقة القناة، وفي الوقت نفسه تدريب طواقم إضافية على منظومة الفانتوم. بعد مجرد أربعة أسابيع من وصول الطائرات إلى البلاد، بدأت بالعمل في سيناء، ضمن العملية الأولى لها. في 22 تشرين الأول 1969، كانت مُقاتِلات الفانتوم قد هاجمت أهدافًا برية، وفي 11 تشرين الثاني 1969 أتمّت الفانتوم إسقاطها الأول في خدمة سلاح الجو الإسرائيلي بإسقاط ميغ-21 مصرية.
وفي تشرين الأول 1986، خلال هجوم دوري في لبنان، أُصيبت طائرة فانتوم في سلاح الجو نتيجة عطل تقني. فاضطُرّ المقاتلان في الطائرة، الطيار الرائد يشاي أفيرام، والملّاح الرائد رون أراد، إلى مغادرة الطائرة. تمّ إنقاذ الرائد أفيرام عبر مروحية كوبرا في عملية جريئة. أمّا رون أراد فقد سقط أسيرًا.
سكاي هوك
اشترى سلاح الجو الإسرائيلي سكاي هوك عام 1967 إثر الحظر الفرنسي المفروض على إسرائيل، الذي منع تسليم طائرات الميراج J5 الخمسين، التي اشترتها إسرائيل من فرنسا ودفعت ثمنها.
كانت سكاي هوك أول طائرة مقاتلة وافقت الولايات المتحدة على بيعها إلى إسرائيل. دخلت الخدمة عشرات الطائرات من هذا الطراز، وكانت الطائرات الهجومية الرئيسية التي استخدمتها إسرائيل في حرب الاستنزاف.
في بداية 1973، بدأ استخدام طراز إضافي من سكاي هوك، لا يزال يُستخدَم حتى يومنا هذا.
استُخدمت طائرات سكاي هوك من طُرز مختلفة في عمليات الإغارة خلال حرب 1973. نفّذت هذه الطائرات هجمات أيضًا خلال الحرب مع لبنان عام 1982، وأسقطت إحداها طائرة ميغ-17 سورية.
ميراج
أبدى سلاح الجو الإسرائيلي اهتمامًا شديدًا بتطوير الميراج. وشجّع مصنّعو الطائرة إسرائيل على فحصها. إثر توصيات الفرنسيين وانطباعات رجال سلاح الجو الإسرائيلي، قرّرت إسرائيل عام 1959 شراء طائرات ميراج كردٍّ مناسب على الطائرات التي حصلت عليها مصر وسوريا من الاتحاد السوفياتي.
في كانون الثاني 1961، تمّ الاتفاق على شراء 72 طائرة ميراج. فضلًا عن ذلك، اشتُريت 4 طائرات ميراج ثنائية المقعد.
خُصّصت فترة الاستيعاب الأولى لطائرات ميراج في تدريب الطيارين على مناورات إطلاق صواريخ جو – جو، مهاجمة مطارات، وأمدية جو – أرض.
أسقطت طائرات الميراج طائرة ميغ-21 للمرة الأولى في 14 تموز 1966. وإثر المناوشات المستمرة للسوريين في الحرب على منابع نهر الأردن، تقرّر أن ينفّذ سلاح الجو انتقامًا ويهاجم مخطّط القناة السورية لتحويل منابع الأردن. في نهاية الهجوم، عادت الطائرات إلى إسرائيل، وبقيت تطير فوق صفد. بعد بضع دقائق، أُعطي الأمر بالدخول إلى عمق سوريا، حيث اكتُشفت أربع طائرات ميغ-21 تطير على عُلوّ منخفض من الشرق باتجاه بحيرة طبريا. اقتربت إحدى طائرات الميراج من الميغ، وأطلقت النار من مدى بعيد. في المحاولة الثانية لإطلاق النار، توقفت مدفعياتها، فاضطُرّت إلى نقل المهمة إلى طائرة ميراج أخرى، فاقتربت تلك من الميغ وأصابتها في جناحها، فتمزّق وتحطمت الطائرة. نجح الطيار السوري في مغادرة الطائرة والنجاة.
مع اندلاع حرب 1967، في 5 حزيران، كانت للقوات الجوية الإسرائيلية 65 طائرة ميراج قابلة للاستخدام، شكّلت نحو ثلث القوة الجوية لإسرائيل. فضلًا عن ذلك، شملت قوّة سلاح الجو نحو 140 طائرة أوراغان، ميستير، سوبر ميستير، وفوتور. في موجة الهجوم الأولى، التي انطلقت صباح 5 حزيران، أُطلقت رباعيات من طائرات ميراج لمهاجمة المطارات المصرية. حملت كلّ مقاتِلة ميراج قنبلتَين تزِن كلّ منهما 500 كيلوغرام، ذخيرة كاملة للمدافع الداخلية، وكمية قصوى من الوقود. شارك في الغارة كلّ طائرات الميراج، باستثناء 12 أُبقيت لحماية الأجواء الإسرائيلية.
أثناء حرب 1982، كانت الطائرات أشبه باحتياطي لحماية إسرائيل، لكنها لم تُشارك فعليا في الحرب على لبنان. وفي الوقت نفسه، بدأت خدمة الميراج تتوقف في سلاح الجو الإسرائيلي.
السبعينات
“باز”
عام 1974، أُقيم طاقم فحص لاختيار طائرة لتحقيق تفوّق جوي. كان يُفترَض بالطائرة المختارة أن تؤمّن الحفاظ على تفوّق سلاح الجو الإسرائيلي على الجيوش العربية لسنوات طويلة. كانت الطائرتان المرشّحتان F14 وF16. ولكن بعد التقصّي، تبيّن أنّ F15 تتفوّق على منافساتها. في وقت لاحق، لُقّبت الطائرة بـ”الصقر”. وفي 10 كانون الأول 1976، وصلت الطائرات الأولى إلى إسرائيل. يُشار إلى أنّ هبوط هذه الطائرات مساء الجمعة، بعد ابتداء السبت، أدّى إلى سقوط الحكومة.
أسقطت طائرات “الصقر” خلال خدمتها في سلاح الجو الإسرائيلي 40 طائرة، جميعها لسلاح الجو السوري.
في 7 حزيران 1981، رافقت طائرات F15 طائرات F16 الثماني التي هاجمت المفاعل النووي في العراق. كانت هذه الطائرات تهدف إلى حماية الطائرات المهاجمة من طائرات العدوّ.
في تشرين الأول 1993، حصل سلاح الجو الإسرائيلي على 25 طائرة F-15 من مخلّفات سلاح الجو الأمريكي.
شاركت طائرات “الصقر” المحسّنة بشكل فاعل في حرب لبنان الثانية التي اندلعت عام 2006، في عملية “الرصاص المسكوب” عام 2008، وعملية “عمود السحاب” عام 2012.
كفير
تسلّم سلاح الجو الإسرائيلي أوّل طائرات كفير(الشبل) في 14 نيسان 1975.
كان فرصتها الأولى لإثبات نفسها في 9 تشرين الثاني 1977. فقد أُرسلت طائرات كفير لمهاجمة تل عزية، قاعدة تدريبات لتنظيمات إرهابية في لبنان، وأتمت مهمتها بنجاح شديد. قامت طائرة كفير أيضًا بإسقاط إثر مناوشات جوية في أجواء لبنان عام 1979. لم يكتفِ السوريون بالقوات البرية، بل كان لهم حضور في الجوّ أيضًا. لم يكن مفرّ إثر طلعاتهم الجوية من معركة جوية أولى بدأت في 27 حزيران. في ذلك اليوم، انطلقت طائرات F-15 وكفير لحماية طائرات أخرى، هاجمت أهدافًا لتنظيمات إرهابية. وفي المعركة التي حصلت، أُسقطت خمس طائرات ميغ-21، وسُجّل أول إسقاط للطائرة – الإسقاط الوحيد حتّى الآن.
نجحت “كفير” في الخارج أيضًا. فقد بيعت الطائرة إلى عدد من الدول، حتى إنها أُجّرت للبحرية الأمريكية.
نيشر
هبطت أوّل طائرة نيشر (النسر) في إسرائيل في أيار 1971. لدى اندلاع الحرب في تشرين الأول 1973، كان في خدمة سلاح الجو نحو 40 طائرة نيشر. ورغم أنّ هدفها الأساسي كان المهام الهجومي، فقد استُخدمت طائرات نيشر في الحرب لمهامّ جوية – جوية بالأساس. قرّرت قيادة سلاح الجو تخصيص طائرات فانتوم، سكاي هوك، و”ساعر” للهجوم على أهداف برية، مقابل إلقاء مسؤولية إدارة المعارك الجوية مع طائرات العدوّ على طائرات ميراج ونيشر، بهدف تحقيق تفوّق جوي فوق أراضي المعارك.
وفق الإحصاءات المنشورة، دارت 117 معركة جوية خلال حرب 1973 (65 في الأجواء السورية و52 في الأجواء المصرية). سقطت 227 طائرة للعدوّ في تلك المعارك، مقابل ستّ طائرات إسرائيلية.
بيعت طائرات نيشر للأرجنتين، واستُخدمت بشدّة في العمليات ضدّ البريطانيين خلال حرب فوكلاند.
الثمانينات
“نيتس” (الصقر)
بدأ سلاح الجو يُبدي اهتمامًا بطائرة F-16 وهي لمّا تزَل في مراحل التطوير. وبدأت الاتصالات الأولى لشراء الطائرة في أيلول 1975، إثر لقاء عُقد في البنتاجون بقيادة وزير الدفاع حينذاك، شمعون بيرس. وافقت الولايات المتحدة على بيع 150 طائرة F16 في نهاية المطاف، تسلّم سلاح الجو 75 طائرة.
في 14 شباط 1978، أعلنت الإدارة الأمريكية عن صفقات لبيع أسلحة إلى إسرائيل، مصر، والمملكة العربية السعودية، اشتملت على بيع 75 طائرة F-16 و8F-15 إلى سلاح الجو الإسرائيلي، في صفقة بحجم 1.9 مليار دولار. كان يُفترَض أن تحصل إسرائيل على الطائرات منتصف عام 1981. إثر سقوط نظام الشاه في إيران وصعود الخميني إلى الحُكم، أٌلغي تزويد 160 طائرة F-16 إلى إيران. اقترحت الولايات المتحدة على إسرائيل أن تحصل على الطائرات قبل الموعد المخطّط له بـ 16 شهرًا.
في 7 حزيران 1981، هاجمت ثماني طائرات F16، ترافقها ستّ طائرات F15 المفاعل النووي العراقي “أوسيريس” قبل وقت قصير من تشغيله.
بعد ذلك، شاركت طائرات F-16 بشكل فاعل في حرب لبنان الثانية التي اندلعت عام 2006، في عملية “الرصاص المسكوب” عام 2008، وعملية “عمود السحاب” عام 2012.
التسعينات
“راعم”
في شهر كانون الثاني 1994، اختيرت F-15E لتكون الطائرة المقاتِلة المستقبلية لسلاح الجوّ، بعد منافسة طويلة مع F-18 وF-16. قرّر سلاح الجو شراء 21 طائرة بسعر أقلّ من مليارَي دولار بقليل. الاسم العبري لهذه الطائرات هو “راعم” (رعد). عام 1995، وافق رئيس الحكومة ووزير الدفاع، إسحق رابين، على شراء أربع طائرات إضافية.
وفي 9 كانون الثاني 1998، هبطت في إسرائيل طائرات “الرعد” الأولى.