لقد كانت هذه المراسم مرة في العمر. تجمع الآلاف في المعبر غربًا واتخذوا أماكنهم على المقاعد التي جُهزت مسبقًا. وجوهم إلى الشرق، إلى منصة الرفعة التي وقع عليها رؤساء الدول، الملك الحسين ورئيس الحكومة إسحاق رابين المتوفيان، على الاتّفاق التاريخي. السلام بين دولة إسرائيل والمملكة الأردنية الهاشمية.
لقد كانت الترتيبات مدهشة. كان التنسيق بين الجانبين راقيًا. والجو احتفاليا. امتزجت أعلام الأردن وإسرائيل والقوى العظمى بعضها ببعض، كما أطلِقت مئات البالونات في الهواء ولونت كل السماء بالأحمر، الأخضر، الأسود والأبيض ألوان علم المملكة الهاشمية، والأزرق والأبيض لدولة إسرائيل.
كانت اللحظة الأكثر تأثيرًا عند وصول الملك الحسين، برفقة الملكة نور، وهو يلوح للجمهور، ومعظمه من الإسرائيليين، وابتسامة عريضة ترتسم على شفتيه.
عمل اتفاق السلام الذي عُقد في 26 تشرين الأول بين كلا الدولتين بترتيب الحدود بينهما، اتفاق على تطبيع كامل، على تقسيم المياه، رُتبت قضايا أمنية وهكذا حُددت البنود فيما يخص القدس والمناطق منزوعة السلاح.
أقيمت مراسم توقيع الاتّفاق في المعبر الحدودي بين الدولتين شمال إيلات، بحضور ضيف الشرف رئيس الولايات المتحدة حينذاك- بيل كلينتون.
هكذا بدا ذلك قبل 22 سنة: