بدا أن “العاصفة الثقافية” نُسيت، إلا أن مسألة حرية التعبير والإبداع في إسرائيل عادت لتحتل العناوين. تحوّل مسرح الميدان، كما سبق وذكرنا، إلى قضية خلافية على إثر إخراج مسرحية “الزمن الموازي” من السلة الثقافة في وزارة التربية والتعليم، وعلى إثر عرض المسرحية أمرت وزيرة الثقافة، ميري ريغف، بتجميد ميزانية المسرح لحين النظر في القضية.
يستند العرض إلى قصة وليد دقة، وهو أسير فلسطيني حُكم عليه بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية في أعقاب اختطاف، قتل والاعتداء على الجندي الإسرائيلي موشيه تمام المتوفي عام 1984، بالمشاركة مع أعضاء خلية “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”. يحكي العرض قصة الأسير، الذي يحاول أن يبني عودا في السجن قبيل زواجه القريب.
قرر رئيس بلدية حيفا، يونا ياهاف، البارحة (الأربعاء) تمويل المسرح ثانية، وذلك على إثر قرار اللجنة الخاصة التي اجتمعت للتداول بالموضوع.
أثنى رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية للمساواة ونائب رئيس بلدية حيفا، د. سهيل أسعد، على هذا القرار: “نحن سعداء لأن هذا الموضوع، بالنسبة لبلدية حيفا، وصل إلى نهاية جيدة. نأمل من وزارة التربية والتعليم أيضًا احترام حرية الإبداع والتعبير… ستظل حيفا جزيرة العقلانية التي تتحلى بقيم التعايش المُشترك والمساواة هي الحاضرة دائمًا، وليست سياسة كم الأفواه. “سنستمر بدعم المسرح أيضًا في نضاله القطري ضد الهمجية الحكومية”.
شجبت عائلة موشيه شتمام، الذي تم اتهام دقة بقتله، هذا القرار: ليس أن ذلك قد مس بمشاعرنا فحسب، بل هو قرار غير أخلاقي والذي يدعو الناس إلى دعم من يحب القتلة، ويرى بهم أبطالاً ومن يقدم أعمالاً تُمجدهم… في الوقت الذي تنتحب فيه كل البلاد على ضحايا تمجيد الإرهابيين والتحريض، ها هي بلدية حيفا تفتح الباب على تقديم عروض تُمجد قتلة ضحايا العمليات الإرهابية الأخيرة.
طالب نائب الكنيست، أفيغدور ليبرمان، من ياهف الاستقالة من منصبه على إثر هذا القرار “المخجل”، حسب قوله: “إن كان يونا ياهف يقبل حقيقة أن تذهب أموال مواطني حيفا لتمويل عروض تدعم الإرهاب وتُمجد المُخربين بحجة أن حيفا هي مدينة ثقافية فيها فهو لا يُدرك معنى الثقافة ويخلط بين حرية التعبير وحرية التحريض وبين التسامح ودعم الإرهاب”.