يوم الخميس الماضي، نُشر مقال استقصائي في موقع “ماكو” الإسرائيلي، حول إحدى المدارس الأكثر تقديرا وشهرة في مجال الفن في إسرائيل وهي مدرسة “تلماه يلين”. جاء في المقال أن هناك معلمين في المدرسة، لا سيّما الفنان القدير بوعاز أراد، ابن 62 عاما، الذي كان يحظى باحترام كبير بصفته معلم فنون، قد أقاموا علاقات جنسية وغرامية مع بعض الطالبات والطلاب. بعد نشر المقال، وُجد الفنان أراد ميتا في بيته بعد أن انتحر على ما يبدو.
ركّز المقال على أراد، ووردت فيه شهادات لامرأة كانت لديها علاقات حميمة مع أراد عندما كانت طالبته في المدرسة الثانوية، في سن 16 عاما فقط. تحدثت هذه المرأة عن أن أراد اعتاد على استضافة الطلاب في منزله، وكان هذا أمرا عاديا لدى معلمي المدرسة الثانوية الصغيرة هذه. وقالت إنها في أحد لقاءاتها معه في منزله، مارس كلاهما علاقات جنسية، موضحة أنها خلال تلك الزيارة، طلبت منه أن يرسمها، فوافق حالا. بعد وقت قصير أخبرته أنها تريد أن يرسمها وهي عارية، ووافق لكنه لم يستطع القيام بالمهمة. أخبرها أنه غير قادر، واقترب منها وبدأ بتقبيلها، ثم أقاما علاقات جنسية معا. كان أول شريك حياة لديها لإقامة علاقات جنسية، وفق أقوالها”.
وقالت شريكته سابقا أيضا، إنه في بداية العلاقة بينهما طلب منها أراد ألا تكشف عن سر هذه العلاقات لأنها ما زالت قاصر. كان فارق الجيل بينهما أكثر من عشرين عاما. ولكن بعد أن أنهت تعليمها في سن 18 عاما، انتقل أراد وعشيقته للعيش معا. لم تكن العلاقات بينهما جيدة، لهذا انفصلا عن بعضهما بعد مرور عامين.
لم ينكر أراد أنه مارس علاقات غرامية مع طالباته، ولكنه ادعى أمام المراسلة التي طلبت منه التعبير عن رد فعله، أنه لم يقم معهن علاقات جنسية. كما وهدد أراد المراسلة بأنه سينتحر إذا نشرت المقال. في أعقاب هذا، توجه العاملون في الموقع الإخباري إلى الشرطة وأبلغوها بأن أراد معرض للخطر، لهذا وصلت الشرطة إلى منزله إلا أنها ادعت أنه ليس معرضا للخطر. ولكن بعد نشر المقال، وُجد أراد في اليوم التالي ميتا في منزله بسبب الانتحار.
أعرب المقربون من أراد عن دهشتهم بعد نشر المقال الاستقصائي، ولكنهم لم ينكروا أهمية تلك الخطوة. ادعى الموقع الذي نشر المقال أن هناك أهمية صحافية وراء المقال. كتب محرر الموقع، “نحن الصحافيين، علينا نشر حقائق قاسية حول مؤسّسات وأفراد. هذا العمل لا نقوم به بكل فرح وسعادة، ولكننا نولي اهتماما للمسؤولية الملقاة على كتفنا، ونتذكر أن هناك في الجانب الآخر من العمل الصحفي أفرادا معرضون للخطر. رغم هذا، فإن الصحفي الذي يعرف أن معلم مدرسة ثانوية أقام علاقات محظورة كهذه بشكل ممنهج مع طالباته، ولكنه يختار عدم نشر تفاصيل الحادثة، فهو يرتكب خطأ حقيقيا، مهنيا، وخطأ بحق الضحايا”.