ينتخب اليوم حزب العمل رئيسًا جديدًا في انتخابات داخلية. يتنافس اثنان على الرئاسة: من جهة رئيسة الحزب الحالية، شيلي يحيموفيتش، التي انتخبت قبل سنتين، ومن جهة أخرى سيحاول الوزير السابق يتسحاق هرتسوغ ضعضعة قوة يحيموفيتش والإطاحة بها.
كانت الانتخابات الداخلية لحزب العمل في الماضي تشكل محور اهتمام كبير، وحدثًا ذا أهمية كبرى في السياسة الإسرائيلية. كان لتلك الانتخابات، في الغالب، تأثير كبير في هوية رئيس الحكومة القادم. في السبعينات والثمانينات، كانت هناك منافسات مثيرة ومتقاربة ين شمعون بيرس وإسحاق رابين، اللذَين اعتبروا في فترات معينة عدوَّين لدودَين. ولكن في تلك الأيام مثل حزب العمل 40 عضو وأكثر في الكنيست، لكنّ الانتخابات الأخيرة أفرزت تمثّل الحزب بمجرّد 15 مقعدًا، لذلك لا تثير الانتخابات لا يولي الجمهور الإسرائيلي اهتمامه بهذه الانتخابات.
كانت يحيموفيتش في الماضي صحافية بارزة، تم انتخابها للكنيست لأول مرة سنة 2006، وانتُخبت رئيسة للحزب سنة 2011. تميزت فترة رئاسة يحيموفيتش للحزب باتباع منهج اقتصادي اجتماعي ديمقراطي بارز. فيما كانت سياسة حزب العمل الاقتصادية غير واضحة، قررت يحيموفيتش إبراز البرنامج الاجتماعي للحزب، القاضي بكبح جماح اقتصاد السوق الذي يدعمه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو. وأبرز تعبير عن رفض يحيموفيتش دعم سياسة نتانياهو هو رفضها أن تكون شريكة في حكومته، على الرغم من أن نتانياهو اقترح عليها وزارة المالية.
ןهرتسوغ، سكرتير الحكومة سابقا (في أيام ولاية إيهود براك رئيسا للحكومة)، عضو في الكنيست منذ سنة 2003. هرتسوغ هو ابن حاييم هرتسوغ، رئيس الدولة الراحل. انتقد هرتسوغ بشكل لاذع السياسة التي انتهجتها يحيموفيتش في قيادة الحزب في السنوات الأخيرة، حيث قال: “في السنوات الأخيرة حولت الحزب إلى حزب هامشي، لا حزب يرشّح نفسه للسلطة، حزب خال من أي رؤيا أو هدف”.
يبدو أنّ انتقاد هرتسوغ، الذي شغل في السابق منصب وزير في حكومة نتانياهو، نابع من اختيار يحيموفتش عدم دخول حكومة نتانياهو حيث قال: “لا يُعتبر حزب العمل لجنة نقد للدولة، ولا يجب أن تتلخص طروحه في عناوين الصحف”. وأكّد الطرفان مجددًا أنه في حالة رئاستهما للحزب، وفقط برئاستهما، سيعود حزب العمل ليكون بديلا حقيقيا لحكومة بنيامين نتانياهو.
في حال انتخاب يحيموفيتش، ستكون هذه أول مرة يقوم فيها الحزب بانتخاب رئيس له لفترتين متواليتَين. ناشدت يحيموفيتش مؤيدي حزب العمل: “يجب أن يوضع حد لهذه الظاهرة التي من الصعب تحملها، قطع رؤساء الحزب بلمح البصر”. في حالة انتخاب هرتسوغ، سيحظى بلقب إضافي تحوزه يحيموفيتش اليوم: رئيس المعارضة. هرتسوغ مقتنع أن عدد المقترعين للحزب سيزداد في حال انتخابه رئيسًا للحزب. على كل حال، فإنّ احتمال أن يقوم أيٌّ منهما بتهديد استقرار حكومة بنيامين نتانياهو غير وارد.