في الـ 18 من شهر أيار عام 1971، أي قبل 44 عامًا تمامًا، خرجت حركة “الفهود السود” الإسرائيلية التي قادها مهاجرون مغربيّون، بمظاهرة دفعت لاحقاً إلى إحداث تغيير في المجتمع الإسرائيلي. حركة “الفهود السود” التي مثّلت المتحدّرين من الدول الإسلامية في إسرائيل، وطالبت بالتوقُّف عن التمييز ضدّهم. نظّمت تظاهرة من آلاف الأشخاص في قلب القُدس، دعت إلى معالجة ضائقتهم.
كانت نتائج المظاهرة صعبة للغاية، وما زالت محفورة في الذاكرة الجماعية الإسرائيلية. أُصيب متظاهرون ورجال شرطة خلال الصدامات، تم إخلاء 20 منهم إلى المُستشفيات وتم اعتقال 74 متظاهرًا من قبل الشرطة. لكن إثر ذلك الاحتجاج العنيف، استجابت الحكومة لمطلب مناقشة ادّعاءات “الفهود” بجدّية، حتّى إنها أقامت لجنة عامّة لإيجاد حلّ لمشكلتهم. وأظهرت نتائج لجنة الفحص أنّ طبقات عديدة في إسرائيل جرى التمييز ضدّها. في أعقاب ذلك، ازدادت بشكل ملحوظ موازنات الوزارات التي تُعنى بالشؤون الاجتماعيّة. ووُجّهت أموال عديدة للاهتمام بالطبقات المستضعَفة.
أدّت مشاعر السخط والاضطهاد بكثيرين من أصول مغربية إلى الإطاحة بسلطة حزب مباي (حزب عمّال أرض إسرائيل) عام 1977، وإيصال حزب الليكود برئاسة مناحيم بيجن إلى السلطة للمرة الأولى. حتّى اليوم، بعد عُقودٍ من تلك الأحداث، ثمّة بين أبناء الجالية المغربية في إسرائيل مَن يدّعي أنّه يجري التمييز ضدّ أفرادها بالمقارنة مع الإسرائيليين ذوي الأصول الأوروبيّة. بالتباين، ثمّة مَن يدّعي أنّ تلك الفجوات امّحت منذ عهدٍ بعيد